وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: "كان في الجاهلية بيت لخثعم يقال له: الكعبة اليمانية، ويقال له: ذو الخَلَصة، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هَلْ أنْت
ــ
عبد الله ابن أبي ربيعة أربعين ألفاً ومن حويطب بن عبد العزاى أربعين ألفاً قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- جميع ذلك بين أصحابه من أهل الضعف فكان يصيب الرجل الخمسين الدرهم أو أقل من ذلك ثم قضاها -صلى الله عليه وسلم- داعياً لهم وقال جزاء القرض الحمد والثناء أي لأنه صنيع جميل ومعروف وقد ورد من صنع معكم معروفاً فكافئوه فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه فكافئوه بالدعاء. قوله، (والأداء) أي أداء ماله الذي أقرضه ومعه الحمد جبراً لما صنعه من الجميل بقرضه وعند ابن ماجه الثناء في محل الأداء والمراد كما هو ظاهر إنهما له في مقابلة صنعه الجميل مع وفائه بماله من الحق وأدائه إليه.
قوله:(وروينا في صحيحي البخاري ومسلم) وكذا رواه أبو داود مختصراً كما في جامع الأصول. قوله:(لخثعم) بفتح المعجمة وسكون المثلثة وفتح المهملة قبيلة ينسبون إلى خثعم بن أنمار بن إراش بكسر الهمزة وبالمعجمة وإخوته لأبيه الغوث وعبقر وجهينة وخزيمة وأسهل وسهل وطريف وخزاعة والحارث بنو أنمار وأمهم بجيلة بنت صعب أخت باهل كذا في شرح البخاري لابن النحوي وبه يعلم وجه ما جاء في بعض رواياته بيت لخثعم وبجيلة يسمونه اليمانية بتخفيف الياء نسبة إلى اليمن وسموها كعبة مضاهاة للبيت الحرام وفي مسلم كان يقال لها: الكعبة اليمانية والكعبة الشامية قال ابن النحوي أي من أجله ومجيء له بمعنى من أجله لا ينكر. قوله:(ذو الخلصة) نائب فاعل وضمير له يعود إلى بيت خثعم أي يسمى البيت بالكعبة اليمانية وبذي الخلصة يقال: والخلصة بفتح أوليه وقيل بفتح الخاء وسكون اللام وقيل بفتحها وضم اللام وقيل بضمها والخلصة في اللغة نبت طيب الريح يتعلق بالشجر له حب كحب الثعلب وجمع الخلصة خلص ذكره أبو حنيفة وزعم المبرد أن