للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ دَعا إلى هُدًى كانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيئاً، وَمَنْ دَعا إلى ضلالَةٍ كانَ عَلَيهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ آثامِهِمْ شَيئاً".

وروينا في "صحيح مسلم" أيضاً عن أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ دَل على خَيرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ فاعِلِهِ".

وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعليٍّ رضي الله عنه: "فواللهِ لأنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رَجُلاً واحِداً خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ".

وروينا في "الصحيح" قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخِيهِ" والأحاديث في هذا الباب كثيرة في الصحيح مشهورة.

ــ

شرح الكتاب نعم اقتصر فيه ثمة على الأول من الشقين أي الدلالة على الهدى وذكره هنا بكماله. قوله: (ومن دعا إلى ضلالة) من أرشد غيره إلى فعل مأثم وإن قل أمر به أو أعانه عليه وفي شرح المشكاة لابن حجر الهيتمي لو تاب الداعي للإثم وبقي العمل به فهل ينقطع إثم دلالته بتوبته لأن التوبة تجب ما قبلها أولاً لأن شرطها رد الظلامة والإقلاع وما دام العمل بدلالته موجوداً فالفعل منسوب إليه فكأنه لم يرد ولم يقلع كل محتمل ولم أر في ذلك نقلاً والمنقدح الآن الثاني اهـ.

قوله: (وروينا في صحيح مسلم الخ) هو بمعنى صدر حديث أبي هريرة السابق عليه. قوله: (خير لك من حمر النعم) يعني الإبل وذلك لأن خيرها حمرها وهي أحسن أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وليس عندهم شيء أعظم منها وتشبيههم الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب إلى الفهم وإلا فذرة من الآخرة خير من الأرض وما فيها وأمثالها معها. قوله: (وروينا في الصحيح) رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري وسبق تخريجه أول الكتاب وذكر من خرجه من حديثه غير

<<  <  ج: ص:  >  >>