قيل: ذكر تكنيته لأنه يُعرَف بها، وقيل: كراهة لاسمه حيث جُعِل عبداً للصنم.
ــ
المخلصين خرج -صلى الله عليه وسلم- حتى صعد الصفا فهتف:"يا صباحاه" قالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه قال:"أرأيتم أن أخبرتكم إن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ " قالوا: نعم ما جربنا عليك كذباً قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" فقال أبو لهب: تباً لك ما جمعتنا إلا لهذا؟ فنزلت:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} وقد تب إلى آخرها هكذا قرأها الأعمش يومئذٍ وأورده البخاري عن ابن عباس من طريق آخر وليس فيها ذكر قوله لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} الخ، وقال بدل فصعد إلى الصفا خرج إلى البطحاء فصعد الجبل والباقي بنحوه وقوله:"وقد تب" هكذا قرأها الأعمش يومئذٍ يعني قرأها على الخبر عنه بأنه تب أي خسر وقرأه الجماعة بحذفها على إنه دعاء عليه وقوله: تبت أي خسرت والتباب الخسران. قوله:(قيل: ذكر بكنيته) قال السهيلي في الإعلام بما أبهم في القرآن من الأعلام أبو لهب اسمه عبد العزى ولما كان اسمه باطلاً من حيث أضيف إلى العزى ذكره تعالى بهذا السبيل فإن قيل: كنيته أبو لهب واللهب ليس بابن له فالجواب بأن الله تعالى خلقه للهب وإليه مصيره ألا تراه قال: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} تكنى بالابن وبما لصق بالمكنى ولزمه كقوله -صلى الله عليه وسلم- في علي رضي الله عنه:"أبو تراب" وفي أبي هريرة "بهرة" كانت معه تلازمه ولأنس أبو حمزة "ببقلة" كان يجتنيها وهي الحرف والعرب تقول للأحمق أبو دارص للعبه بها وهو جمع درص وهو ولد الكلبة وقيل ولد الهرة ونحو ذلك والقرآن نزل
بلغة القوم وكانت كنية أبي لهب تقدمة لما يصير إليه من اللهب فكان بعد نزول السورة لا يشك المؤمنون في إنه من أهل النار بخلاف غيره من الكفار لطمعهم في إيمان جميعهم والله أعلم اهـ، قال المصنف في شرح مسلم في أبي لهب لغتان قريء هما فتح الهاء وإسكانها واسمه عبد العزى قال القاضي: وقد استدل بهذه السورة على جواز تكنية