للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن صلاتكُمْ مَعْرُوضةٌ عليَّ، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك

ــ

على الإنسان قال تعالى خلق الموت والحياة قدم الموت على الحياة تنبيهًا على أنه يتوصل منه إلى الحياة الحقيقية وعده علينا من الآلاء في قوله تعالى: (كلُّ مَن عَلَيهَا فَانٍ) [الرحمن: ٢٦] اهـ. قوله: (فإِنَّ صلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عليَّ) قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود وقد علم من هذه الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - يبلغ الصلاة والسلام عليه إذا صدرا من بعد ويسمعهما إذا كانا عند قبره الشريف بلا واسطة سواء ليلة الجمعة وغيرها وأفتى النووي فيمن حلف بالطلاق الثلاث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع الصلاة عليه بأنه لا يحكم بالحنث للشك في ذلك والورع أن يلتزم الحنث وما قيل من أن رده - صلى الله عليه وسلم - مختص بسلام زائره مردود بعموم الأحاديث فدعوى التخصيص تحتاج لدليل وأيضًا ففي الخبر الصحيح ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن ومن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلَّا عرفه ورد - عليه السلام - فلو خص رده - صلى الله عليه وسلم - بزائره لم يكن له خصوصية به لما علمت من مشاركة غيره له في ذلك قال أبو اليمن ابن عساكر وإذا جاز رده - صلى الله عليه وسلم - على جميع من يسلم عليه من الزائرين جاز رده على من يسلم من جميع الآفاق من جميع أمته اهـ. لكن في الحرز لا خفاء في أن حديث أن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام يدل على أن الصلاة مطلقًا معروضة عليه فالجمع بينه وبين حديث الجمعة بأن يوم الجمعة لمزيد الفضيلة تعرض عليه من غير واسطة كما فرق به بين الصلاة عند الروضة الشريفة وسائر البقاع المنيفة فقد أخرج أبو الشيخ في كتاب ثواب الأعمال بسند جيد مرفوعًا من صلى عليّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيًا بلغته وأبعد الحنفي في قوله إن هذه الملائكة إنما يعرض عليه يوم الجمعة وكذا الحال في رد الروح عليه ورده السلام على أنه يمكن أن يقال أنه ليس من قبيل العرض هـ. وبعده لا يخفى وما جمع به في الحرز يحتاج لمستند والفرق بين المقيس والمقيس عليه واضح لظهور مستنده

في المقيس عليه من الأخبار الجيدة الصريحة في ذلك ولا كذلك المقيس والله أعلم، ويمكن أن يقال والله أعلم، بحقيقة الحال إن للصلاة يوم الجمعة عرضًا خاصًّا لا يعلم كنهه ولا كذلك عرض باقي الأيام والفرق شرف يوم الجمعة على باقي الأيام والحديث يدل لذلك والله أعلم. قوله: (قالُوا وكيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليك الخ) قال القسطلاني في المسالك إن قلت إقراره - صلى الله عليه وسلم - السائل

<<  <  ج: ص:  >  >>