للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وآل محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث غريب في سنده ضعيفان وأخرجه الواحدي موقوفًا قاله الحافظ وأخرجه الطبراني في الأوسط موقوفًا وأخرج الحافظ من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن سعيد بن المسيب قال ما من دعوة لا يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبلها إلّا كانت معلقة بين السماء والأرض اهـ، وفي المسالك للقسطلاني: قوله حتى تصلي على نبيك يحتمل أن يكون من كلام عمر فيكون موقوفًا وأن يكون نافلًا كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وحينئذٍ ففيه تجريد جرد - صلى الله عليه وسلم - من نفسه نبيًّا وهو هو وعلى التقديرين الخطاب عام لا يختص بمخاطب دون مخاطب والمعنى لا يرفع الدعاء إلى الله تعالى حتى يستصحب الرافع معه يعني أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - هي الوسيلة إلى الإجابة. قال الحكيم: إنما شرعت الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء لأنه علمنا الدعاء بأركانه وآدابه فيقتضي بعض حقه عند الدعاء اعتدادًا بالنعمة.

ثم أن الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - عند الدعاء على مراتب ثلاثة "إحداها" أن يصلى عليه - صلى الله عليه وسلم - قبل الدعاء بعد حمد الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئًا فليبدأ بمدحه والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يسأل فإنه أجدر أن ينجحه أو يصيب رواه عبد الرزاق

والطبراني في الكبير من طريقه ورجاله رجال الصحيح والمدح والحمد اخوان إذ مدلول كل منهما الثناء الحسن الجميل على قصد التبجيل لأن المادح يعظم شأن الممدوح.

فإن قلت إذا كان المدح هو الثناء فما فائدة قوله والثناء عليه. قلت المراد به ثناء خاص ولهذا قال بما هو أهله من عطف الخاص على العام.

المرتبة الثانية: أن يصلى عليه - صلى الله عليه وسلم - أول الدعاء وآخره ويجعل حاجته متوسطة بينهما قال الغزالي عن أبي سليمان الداراني إنما استحب الدعاء بين الصلاتين لأنها لا ترد والكريم لا يناسبه قبول الطرفين ورد الوسط ونقل الزركشي في كتاب الأزهية في أحكام الأدعية عن بعض شيوخه استشكال ذلك بأن قول اللهم صلِّ عليه - صلى الله عليه وسلم - دعاء والدعاء متوقف على القبول وفيه نظر اهـ، وفي حديث ذكره القاضي عياض في الشفاء الذي بين الصلاتين لا يرد ومعناه الدعاء الواقع بشروطه وآدابه الموافق للأقدار السابقة في علم الله المهيأ له الأسباب عند إرادة وقوعه. وحديث "الأعمال فيها المقبول والمردود إلَّا الصلاة علي فإنها مقبولة غير مردودة" قال الحافظ: أنه مردود ومرة أنه ضعيف جدًّا.

المرتبة الثالثة: الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>