للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد وعلى آل محمد، وأصحابه، وأزواجه وذرّيته، وأتباعه، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أُمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضًا.

وأما السلام، فقال الشيخ أبو محمد الجوينيُّ من أصحابنا: هو في معنى الصلاة، فلا يستعمل في الغائب، فلا يفرد به غير الأنبياء، فلا يقال: عليّ - عليه السلام -، وسواء في هذا الأحياء والأموات. وأما الحاضر، فيخاطب به فيقال: سلام عليك، أو: سلام عليكم، أو: السلام عليك، أو: عليكم، وهذا مجمع عليه، وسيأتي إيضاحه في أبوابه إن شاء الله تعالى.

ــ

ذلك حمله القاضي عياض في الشفاء وحكي عن أبي حنيفة وجمع جوازها تبعًا، ومنها استقلالًا. قوله: (وَعَلَى آل محمد) أتى بعلى لأنه الوارد في الخبر كما مر وبه يرد على الشيعة كراهة الفصل بها بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وآله وينقلون فيه حديثًا موضوعًا من فرق بيني وبين آلي بعلى لم تنله شفاعتي وأضاف الآل إلى الاسم الظاهر لأنه الأفصح اتفاقًا وإضافته إلى المضمر جائزة، قال عبد المطلب.

وانصر على آل الصليب ... وعابديه اليوم آلك

وتقديم الآل مع أن في الصحب من يفضله لأن الصلاة على الآل بطريق النص وعلى الصحب بطريق القياس وهو وإن كان أولويًّا إلَّا أنه الأصل لكونه منصوصًا عليه. قوله: (وَقَدْ أمِرْنَا) أي بجعل غير الأنبياء تبعًا لهم أو بالصلاة على غيرهم صلى الله عليهم وسلم تبعًا. قوله: (في التَّشهُدِ وغيره) وعبر في الروضة بمثل ما عبر هنا فقال الإسنوي هذا الكلام مشعر باستحباب الصلاة على الأصحاب وذكر يعني الرافعي في أوائل كتابه المسمى بالتذنيب نحوه أيضًا وكذا رأيت في شرح المختصر للداودي وهو المعروف بالصيدلاني فقال وأما نحن فإنما نصلي على غير النبي - صلى الله عليه وسلم - تبعًا فنقول اللهم صل على سيدنا محمد وآله وأزواجه وأصحابه وأتباعه وأهل ملته وعلينا معهم هذا لفظه وقال الشيخ عز الدين بن

عبد السلام في الفتاوى الموصلية لا يستحب أن يذكر منهم إلَّا من صح ذكره وهم الآل والأزواج والذرية بخلاف من عداهم صحابيًّا كان أو غيره هذا كلامه اهـ. كلام الإسنوي. قوله: (أمّا السَّلامُ الخ) قال في

<<  <  ج: ص:  >  >>