قال العلماء: تستحب الاستخارة بالصلاة والدعاء المذكور، وتكون الصلاة ركعتين من النافلة، والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وبتحية المسجد وغيرها من النوافل، ويقرأ في الأولى بعد الفاتحة:({قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[الكافرون: ١] وفي الثانية: {قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء.
ــ
معطوف على فليقل
لأنه في معنى الأمر أو حال من فاعله أي فليقل ذلك مسميًا والمراد أنه يقول اللهم أن كنت تعلم أن هذا الأمر وهو الحج أو السفر مثلًا وكأن حكمة تسميته قصر النفس على طلب شيء مخصوص حتى لا يغفل عنه أو لا يخطر بها غيره فيختل خشوعها وينبهم مطلوبها والجمع بين هذا الأمر وتفسيره مع حصول المقصود بأخصر منه كان يقول أن كنت تعلم أن هذا الحج مثلًا للإطناب الأنسب بالدعاء وفيه الإجمال ثم التفصيل الأوقع في النفس الدال على مزيد الاعتناء بالمطلوب. قوله: (يُسْتَحَبُّ الاستخارةُ بالصلاةِ والدعاءِ) الواو فيه على بابها بعد الصلاة المعهودة وهي الركعتان كما هو الأفضل فإن تعذرت عليه الصلاة أو لم يردها وتركه الأفضل لا يمنعه من المفضول استخار بالدعاء. قوله:(والظاهرُ أَنها تحصُلُ بركعتين الخ) محله كما هو واضح إذا تقدم الهم بالأمر على الشروع في فعل الصلاة لأنه لا يخاطب بصلاة الاستخارة الخ أما من شرع في الصلاة ثم هم بأمر فلا يحصل له بتلك الصلاة صلاة الاستخارة الخ قال ابن حجر الهيتمي والمراد بحصولها بما ذكر سقوط الطلب أما حصول الثواب فلا بد فيه من النية قياسًا على تحية المسجد اهـ، وخالفه جمع من المتأخرين كما تقدمت الإشارة إليه ومثل النافلة فيما ذكر الفريضة كما سبق إيضاحه في الكلام على الحديث والله أعلم. قوله:(ويقْرأُ في الأُولى بعدَ الفاتحةِ ({قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[الكافرون: ١] وفي الثانيَة (قُل هُوَ اللَّهُ أَحَد) قال الحافظ الزين العراقي لم أجد في شيء من طرق الحديث تعيين ما يقرأ في ركعتي الاستخارة لكن ما ذكره النووي مناسب لأنهما سورتا الإخلاص فناسب الإتيان بهما في صلاة المراد منهما إخلاص الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز وسبق إليه الغزالي