للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُم آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ" زاد مسلم في روايته قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعوَ بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعوَ بدعاءِ دعا بها فيه.

وروينا في سنن النسائي، وكتاب ابن السني،

ــ

فقال ما تريدون سألت الله لكم خير الدنيا والآخرة قال أنس وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يدعو بها أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان قال الحافظ ووقع لنا بعلو في مسند أبي داود الطيالسي ثم أخرجه من طريق عن أنس قال كان - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول اللهم {آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: ٢٠١]، قال شعبة فذكرته لقتادة فقال كان أنس يدعو بها أخرجه أحمد ومسلم وغيرهما ولم يذكر مسلم أثر قتادة اهـ. قوله: (في الدنيا حسنةً) أي طاعة وقناعة وفي الآخرة حسنة أي مغفرة ورحمة وشفاعة وفوزًا ونجاة وجنة عالية وقد يراد بالنكرة العموم لكونها في سياق الدعاء على أن النكرة قد يراد بها العموم وإن لم يتقدم له مقتض نحو علمت نفس ما أحضرت. قوله: (وقِنَا عذَابَ النار) أي احفظنا واسترنا منه ومما يقرب إليه ونقل على الإسناد لأبي الحسن البكري أن في الآية للمفسرين نحو ثلاثمائة قول في تعيين المراد بالحسنتين وأحسنها {فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [البقرة: ٢٠١]، أي اتباع الأولى {وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: ٢٠١] أي الرفيق الأعلى {وَقنا عَذَابَ النار} [البقرة ٢٠١] أي حجاب المولى اهـ، ولجمع هذه الدعوة للخيرات كانت أكثر دعائه - صلى الله عليه وسلم - ثم قوله في الدنيا متعلق بآتنا أو بمحذوف على أنه حال من حسنة لأنه كان في الأصل صفة لها فلما قدم عليها انتصب حالًا والواو في قوله {وَفِي الآخرة حسنةً} [البقرة: ٢٠١] عاطفة شيئين على شيئين متقدمين ففي الآخرة عطف على في الدنيا بإعادة العامل وحسنة على حسنة والواو تعطف شيئين فأكثر على شيئين فأكثر تقول اعلم زيد بكرًا فاضلًا وبكرا خالدًا صالحًا وسيأتي زيادة بسط بنقله بعض الأقوال في المراد من الحسنتين في كتاب الحج إن شاء الله تعالى.

قوله: (وَرَوينا في سنن النسائي وكتَاب ابنِ السني الخ) قال الحافظ بعد تخريجه حديث صحيح أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان وابن السني عن النسائي وللنسائي فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>