قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ وَجَدَ مِنْ هذا الوَسْوَاسِ شيئًا فَلْيَقُلْ: آمَنا باللهِ وبرُسُلِهِ ثلاثًا، فإن ذلِكَ يَذْهَبُ عَنه".
وروينا في "صحيح مسلم" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذلك شَيطانٌ يُقالُ لهُ: خِنْزَب، فإذا أحْسَسْتهُ فَتَعَوَّذْ بالله مِنْهُ واتْفُلْ عَنْ يَسارِكَ ثَلاثًا" ففعلت ذلك فاذهبه الله عني.
قلت: خنزب بخاء معجمة ثم نون ساكنة، ثم زاي مفتوحة ثم باء موحدة، واختلف
ــ
ابن السني من طريق سفيان الثوري عن هشام وكذلك أخرجه الدارقطني في غرائب مالك من طريق مالك وابن أبي الزناد عن هشام وقيل فيه عن مالك من حديث عبد الله بن عمرو بدل عائشة وهو في الأوسط للطبراني وقيل فيه عروة عن خزيمة بن ثابت وهو عند أحمد من رواية أبي الأسود عن عروة والذي اتفقا عليه في الصحيحين أصح والله أعلم اهـ.
قوله:(وَرَوَيَنَا في صحيح مسلم الخ) ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وذكر الحافظ بعد تخريجه إنه خرجه أحمد أيضًا. قوله:(عنْ عثمانَ بن أَبِي العاص) هو الثقفي الطائفي قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقد ثقيف سنة تسع واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم وعلى الطائف وكان أحدث القوم سنًّا وأقره عليها أبو بكر وعمر واستعمله عمر أيضًا على عمان والبحرين روي له فيما قيل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر حديث أخرج مسلم عنه ثلاث أحاديث ولم يخرج عنه البخاري وخرج عنه الأربعة روى عنه ابن المسيب في آخرين نزل البصرة ومات بها في زمن معاوية سنة إحدى وخمسين. قوله:(قَدْ حال) بالحاء المهملة أي جعل بيني وبين كمال الصلاة والقراءة حاجزًا من وسوسته المانعة من تروح العبادة وسرها وهو الخشوع. قوله:(وقراءَتي) أي وحالت بيني وبين قراءتي أي في الصلاة أو مطلقًا. قوله:(ذاكَ) أي الذي يلبس على الناس بينك وبين عبادتك. قولهْ (وأتْفُل) بضم الفاء وتكسر والإشارة به إلى كراهة ما جاء به ونفرته منه رغمًا للشيطان وتبعيدًا له وإنما كان على جهة اليسار لأنه لا يأتي الشيطان إلَّا من جهتها المنسوب إليه المعاصي وكذا يدخل صاحبه في أصحاب الشمال وكان ثلاثًا مبالغة في التنفير والتبعيد والله أعلم. قوله:(ثم زاي مفتوحَةٍ) بدأ في الحرز بحكاية كسر الخاء المعجمة والزاي ثم