للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستحبُّ أن يكثر من القرآن والأذكار، ويكره له الجزعُ، وسوءُ الخلق، والشَّتْمُ، والمخاصمةُ، والمنازعةُ في غير الأمور الدينية.

ويستحب أن يكونَ شاكرًا لله تعالى بقلبه ولسانه، ويستحضر في ذهنه أن هذا الوقت آخر أوقاته من الدنيا، فيجتهدُ على ختمها بخير،

ــ

تعالى: {وحسن أولئك رفيقا} [النساء: ٦٩] يؤيده ما جاء في الحديث الصحيح مبينا فجعل يقول مع الذين أنعمت عليهم من النببين والصديقين الخ، والحديث يفسر بعضه بعضًا اهـ. قلت وفي رواية الصحيح للبخاري من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عمرو عن أبيه عن عائشة قالت فلما كان مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قبض فيه أخذته فيه بحة شديدة فسمعته يقول مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين الخ، ومعنى كونه رفيقا لقاؤهم على طاعة الله وارتفاق بعضهم ببعض وفي الحرز عن بعضهم إن هذا هو المعتمد وعليه اقتصر أكثر الشراح كذا نقله ميرك عن الشيخ ونكتة الإتيان بهذه الكلمة مفردة الإشارة إلى أن أهل الجنة يدخلونها على قلب رجل واحد نقله في الحرز عن السهيلي وصح أن هذا أيضًا آخر كلام أبي بكر رضي الله عنه وقال ابن الجزري قيل المراد به جماعة النبيين الذين يسكنون أعلا عليين اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع وقيل معناه أي بالله تعالى يقال الله رفيق بعباده من الرفق والرأفة، فهو فعيل بمعنى فاعل اهـ، والرقيق من أسمائه تعالى كما أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن مغفل رفعه إن الله رفيق يحب الرفق والحديث عند مسلم عن عائشة والأعلى يحتمل أن يكون صفة مكان وأن يكون صفة فعل وقال الجوهري المراد منه الجنة ويؤيده ما وقع عند ابن إسحاق الرفيق الأعلى الجنة قال في الحرز أما بالنسبة إليه - صلى الله عليه وسلم - فالأولى أن يراد بالرفيق الأعلى فيه المولى أو وجه ربه الأعلى إذا ثبت إن هذا منه عليه الصلاة والسلام آخر كلامه كما إنه أول من قال بلى في جواب {أَلَسْتُ بَربكم} [الأعراف: ١٧٢] في الميثاق. قوله: (ويستحبُّ أَنْ يُكْثِرَ منَ الْقُرْآنِ الخ) أي وغير

ذلك من عمل الأبرار قاصدًا به وجه الله سبحانه مخلصًا فيه لينال من مولاه رضوانه. قوله: (شَاكرًا لله تعَالى بقلْبهِ وَلِسَانهِ) شكرًا على تأهيله لمقام الابتلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>