روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشقَّ الجُيُوب، وَدَعا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ" وفي رواية لمسلم: "أوْ دَعا أوْ شَقَّ" بأو.
وروينا في "صحيحيهما" عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
ــ
الجاهلية في الأخبار بذلك قال المصنف في شرح مسلم دعوى الجاهلية النياحة وندب الميت والدعاء بالويل ونحوه ويحتمل أن يكون العطف للمغايرة وتفسير دعوى الجاهلية بمثل واكهفاه واجبلاه من الندب ويكون الدعاء بالويل والثبور خارجًا عنها وظاهر كلام ابن الجوزي في كشف المشكل ذلك والله أعلم والمراد بالجاهلية ما قبل الإسلام سموا بذلك لكثرة جهالاتهم. قوله:(رَوَينا في صحيحَي البخاري ومسلم الخ) ورواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة كلهم عن ابن مسعود كذا نقله في الجامع الصغير. قوله:(ليسَ منَّا) أي من أهل هدينا وطريقتنا وهذا وإن لم يقتض بوضعه الخرمة بدليل ليس منا من استنجى من الريح إلّا أنها معلومة من الخارج. قوله:(مَنْ لطمَ الخَدُودَ الخ) جمع خد وجمع هنا وإن كان للإنسان خدان فقط باعتبار إرادة الجمع فيكون من مقابلة الجمع بالجمع أو على حد قوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}[طه: ١٣٠] فإن له طرفين كما إن للإنسان خدين وخص الخد بالذكر لأنه الواقع منهن وإلا فضرب باقي الوجه كذلك إذ هو أشرف ما في الإنسان وقد أمرنا باتقاء ضربه وكذا يحرم ضرب الرأس والصدر وخمش الوجه بالأظافير. قوله:(وفي روايةٍ لمسلم أَو دَعا أَو شقَّ) قال الحافظ بعد تخريجه بلفظ ليس منا من لطم الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية ما لفظه أخرجه البخاري
ومسلم والنسائي وابن ماجة والحديث عند هؤلاء عن ثمان رجال كلهم يروونه عن الأعمش وقالوه كلهم بالواو إلَّا يحيى بن يحيى قال مسلم في روايته إياه عن يحيى بن يحيى وغيره قال يحيى أو شق أو دعا وقال أبو بكر وابن نمير ودعا وشق وأبو بكر هو ابن أبي شيبة ثم أخرجه مسلم من رواية أخرى بالواو نصًّا اهـ، ملخصًا.
قوله:(وَرَويَنَا في صحيحيهمَا الخ) قال القلقشندي في شرح العمدة أخرجه أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجة والبزار وأبو يعلى والطبراني وابن حبان والإسماعيلي