للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الإسلام خمسة: طاعون شِيرُوَية بالمدائن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة ستٍّ من الهجرة، ثم طاعون عَمَواس في

زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بالشام،

ــ

وكذا إذا أصابه الطعن بالرمح قال ابن عبد البر الطاعون غدة كغدة البعير تخرج في المراق والآباط قال غير واحد من أهل العلم وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله من البدن وهو وخز أعدائنا من الجن كما ثبت في الأحاديث الكثيرة وما قيل إنه لو كان من الجن كيف يقع في رمضان مع تصفيد الشياطين فيه وتسلسلهم يجاب عنه كالجواب عن وقوع المعاصي فيه وإن المراد تعطيلها عن معظم العمل فلا يصلون من الإنس إلى مثل ما يصلون إليه في غير رمضان وليس المراد إبطال عملها فيها بالكلية وأجيب بأجوبة أخرى أودعها الحافظ السيوطي مؤلفه في الطاعون قال الحافظ ابن حجر وغيره والطاعون أخص من الوباء فإن الوباء هو المرض العام فقد يكون بطاعون وقد لا يكون فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونًا وقد ثبت في الحديث إن المدينة لا يدخلها الطاعون وقد دخلها الوباء ففي الصحيحين عن عائشة قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله وأحاديث أخر بمعناه قوله: (شيْرُوْيَهْ) بكسر الشين المعجمة وإسكان التحتية وضم الراء بعدها واو ساكنة ثم ياء تحتية مفتوحة ثم هاء ويجوز فيه فتح الراء والواو وإسكان الياء وكسر الهاء وسبق جواز الوجهين وعلى الأول أكثر المحدثين فرارًا من لفظ وبه قال ابن حجلة في تأليفه في الطاعون وهذا أول طاعون وقع في الإسلام قال ولم أعلم كم مات فيه فأحكيه قال السيوطي ولم يمت فيه أحد من المسلمين. قوله: (ثم طاعونُ عَمَواس) هو بفتح العين المهملة والميم وقد تسكن وتخفيف الواو آخره سين مهملة قال المصنف اسم قرية بين الرملة وبيت المقدس نسب إليها لأنه بدا منها وقال سمي بذلك لأنه عم النّاس وتواسوا فيه حكاهما الحافظ عبد الغني المقدسي في ترجمة أبي عبيدة بن الجراح اهـ، وقيل لأنه عم وآسى وذكر سيف بن عمر عن شيوخه

قالوا لما كان طاعون عمواس وقع مرتين لم ير مثلهما وطال مكثه وذلك إنه وقع بالشام في المحرم وصفر ثم ارتفع ثم عاد وفني فيه خلق كثير من النّاس وكان ذلك في زمن خلافة عمر رضي الله عنه سنة سبع عشراة وقيل سنة ثمان عشرة وفي هذه السنة أعني ثمان عشرة أجدبت الأرض فكانت الريح تسفي ترابًا كالرماد ويسمى عام الرماد وجعلت الوحوش تأوي إلى النّاس واستسقى فيها عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>