للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنًا، ثم طاعون الفتيات في شوَّال سنة سبع وثمانين، ثم طاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة في رجب، واشتدَّ في رمضان، وكان يحصى في سكة المرْبَدِ في كل يوم ألف جنازة، ثم خفَّ في شوَّال. وكان بالكوفة طاعون سنة خمسين، وفيه توفي

المغيرة بن شعبة". هذا آخر كلام المدائني. وذكر ابن قتيبة في كتابه "المعارف" عن الأصمعي في عدد الطَّواعين نحو هذا، وفيه زيادة ونقص. قال: وسمي طاعونَ الفتيات، لأنه بدأ في العذارى بالبصرة، وواسط، والشام، والكوفة، ويقال له: طاعون الأشراف، لما مات فيه من الأشراف. قال: ولم يقع بالمدينة ولا مكة طاعونٌ قط.

وهذا الباب واسع، وفيما ذكرتُه تنبيه على ما تركتُه، وقد ذكرتُ هذا الفصل أبسط من هذا في أول "شرح صحيح مسلم" رحمه الله، وبالله التوفيق.

ــ

الزائد على العقد، وإلا فقد قال كثير إنه توفي أول يوم منه من أهل البصرة سبعون ألفًا، وفي الثاني منه أحد وسبعون ألفًا، وفي الثالث منه ثلاثة وسبعون ألفًا. قوله: (ثم طاعونٌ سنةَ إِحدى وثلاثين ومَائةً) وقع ذلك بالبصرة يقال له طاعون مسلم بن قتيبة. قوله: (وكان بالكوفة طاعونٌ سنة خمسين الخ) كان وقوعه بالكوفة سنة تسع وأربعين فخرج عنها المغيرة بن شعبة فارًا، فلما ارتفع الطاعون

رجع إليها فأصابه الطاعون فمات في سنة خمسين ذكره ابن كثير في تاريخه، قال ابن كثير في سنة ثلاث وخمسين مات زياد بن أبي سفيان مطعونًا. قوله: (المرْبَدِ) في الصحاح المربد الموضع الذي يحبس فيه الإبل وغيرها، ومنه سمي مربد المقبرة اهـ. قوله: (لأنه بَدَأ بالعذارَى)، وقال السيوطي سمي طاعون الفتيات لكثرة من مات فيه من النساء الشواب والعذارى. قوله: (ويقَالُ لهُ طَاعونُ الأشرَافِ الخ) قضية كلام السيوطي إن طاعون الفتيان غير طاعون الأشراف لأنه ذكر طاعون الفتيات وما يتعلق به، ثم قال طاعون الأشراف وقع والحجاج بواسط اهـ. قوله: (ولم يقعْ بالمدينةِ ولا بمكةَ) وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال قال رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>