وانكسار ما قبلها، وجمع على أعياد مع أن كون أصله بالواو يقتضي جمعه على أعواد فرقا بذلك بينه وبين أعواد الخشب، وقيل سمي عيدا لشرفه من العيد وهو محل كريم مشهور تنسب إليه الإبل العيدية نقل هذا الأخير العراقي في شرح الترمذي ومن خطه نقلت قوله:(للْحَديثِ الوَارِدِ مَنْ أَحيَا لَيلتي العِيدِ الخ) قال الحافظ بعد تخريجه عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال "من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" هذا حديث غريب مضطرب الإسناد وعمرو بن هارون ضعيف وقد خولف في صحابيه وفي رفعه. أما الأول فأخرجه ابن ماجة من طريق أخرى وقال عن أبي أمامة بدل عبادة ورفعه، وقال من أحيا ليلة العيد لله محتسبًا والباقي مثله وتقية الراوي صدوق لكنه كثير التدليس وقد رواه بالعنعنة. وأما الثاني فأخرجه الحافظ من طريق أخرى عن أبي الدرداء فذكر مثل حديثه لكن موقوفًا وخالد يعني ابن معدان الراوي للحديث عن عبادة وعن غيره ممن ذكر لم يسمع من أبي الدرداء ولا من عبادة وسمع من أبي أمامة وأخرجه ابن شاهين من وجه آخر عن أبي أمامة مرفوعًا وفي سنده ضعيف ومجهول، وله طرق أخرى عن صحابي آخر أخرجه الحسن بن سفيان عن مروان بن سالم بن كردوس عن أبيه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" ومروان متروك وشيخه لا يعرف اسمه ولا له ولا لأبيه ذكر إلَّا من جهة مروان وله طريق آخر عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجمعة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر" قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب في سنده راو متروك اهـ. قوله:(يَومَ تَمُوتُ الْقلُوب الخ) أي بمحبة الدنيا حتى تضل عن الآخرة كما جاء لا
تجالسوا هؤلاء الموتى يعني أهل الدنيا، وقال بعضهم لم يمت قلبه أي لم يتحير قلبه في النزع ولا في القبر ولا في القيامة، وفي شرح الوسيط لابن الصلاح ويوم تموت القلوب هو يوم القيامة إذا غمرها لعظم الحزن والهول، وقد ذكر الصيدلاني أنه لم يرد في الفضائل مثل هذا لأن ما أضيف إلى القلب لعظم لقوله تعالى:(فَإِنَّهُ آثِمٌ قلبُهُ)[البقرة: ٢٨٣].