للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَحْمَةً ولا تَجْعَلْها عَذَابًا، اللهُم اجْعَلْها رِياحًا ولا تَجْعَلها ريحًا".

قال ابن عباس: في كتاب الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} [فصلت: ١٦] و {إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: ٤١]، وقال تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: ٢٢]، وقال سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} [الروم: ٤٦].

ــ

النهوض نهض سريعا وهذا أيضًا قعود الصغير بين يدي الكبير وفيه نوع أدب مع الله تعالى اهـ. فكان هذا منه - صلى الله عليه وسلم - تواضعًا لله وخوفًا على أمته وتعليما لهم في تبعيته وجثا قيل يكتب بالألف لأنه من الجثو وقيل بالياء من الجثي وعلى كل فمعناه واحد. قوله: (رحمةً) أي لنا. ولا تجعلها عذابًا أي علينا. قوله: (قال ابْنُ عباس الخ) هذا الكلام أورده المؤلف عن ابن عباس شاهدا لما أشار إليه - صلى الله عليه وسلم - من الفرق بين الريح والرياح وأن الأول في الخير بخلاف الثاني غالبًا فيهما وقوله في كتاب الله تعالى خبر مقدم وقوله: (إِنَّا أرسلنا) [هود: ٧٠] الخ. مبتدأ بتقدير هذه الآيات الدالة على أن الرياح في الخير والريح بالإفراد في الشر في كتاب الله والجملة مقول القول وسيأتي في آخر الحديث في ذلك كلام. قوله: (رِيحًا صَرْصَرًا) أي شديد البرد. قوله: (وأَرسلْنا عليهمُ) بكسر الهاء وضم الميم وبكسرهما وضمهما وصلًا. قوله: (الريحَ العقِيمَ) أي ما ليس فيه خير وقال الراغب ريح عقيم يصح أن يكون بمعنى الفاعل وهي التي لا تلفح سحابًا ولا شجرا ويصح

أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز التي لا تقبل أثر الخير وإذا لم تقبل ولم تؤثر لم تعط ولم تؤثر اهـ، وتذكيره لأن هذا اللفظ مما يستوي فيه المذكر والمؤنث وقال الله تعالى: {وَقَالتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [الذاريات: ٢٩] ويقال رجل عقيم ومعقوم كما في النهاية ثم هو كذلك في أصل مصحح وأرسلنا بالواو وكذا هو في المشكاة ثم راجعت كتاب الأم المسند فوجدته فيهما كذلك ولكن في نسخة أخرى وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم والتلاوة هكذا. قوله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: ٢٢] انفرد حمزة بتوحيده ولواقح جمع لاقحة أي تلقح الأشجار وتجعلها حاملة بالثمار. قوله: (ومن آياتِهِ أَن يرْسلَ الرياحَ) هكذا في أصل مصحح وكذا في أصل من المشكاة فقال في المرقاة هذا أصل مصحح موافق لما في القرآن ومطابق لما في بعض النسخ وأما ما في بعض الأصول وأرسلنا الرياح مبشرات فهو خطأ لأنه لم يرد به القرآن وهذا هو في أصل المسند اهـ، وكذا وجد في بعض نسخ الأذكار وكذلك هو في نسخة قديمة من كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>