الدعاء:"اللهُم إني أسألُكَ وأتَوجهُ إلَيكَ بِنَبيكَ مُحَمد - صلى الله عليه وسلم - نَبِي الرَّحْمَةِ، يا محمد إني تَوَجَّهْتُ بكَ إلى رَبي في حاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لي، اللهُمَّ فَشَفِّعْهُ فيّ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ــ
قوله:(إِني أسألُكَ) أي مطلوبي. قوله:(بنَبيِّكَ) أي بوسيلته وشفاعته والباء للتعدية أو للمصاحبة. قوله:(مُحمدُ) بالجر عطف بيان أو بدل و (نَبي الرحْمَةِ) صفة له ولا يخفى مناسبة هذا الوصف للمقام. قوله:(يا مُحمدُ) التفات إليه وتضرع إليه ليتوجه إلى الله تعالى فيغني السائل به عما سواه. قوله:(أتَوجَّهُ بِكَ) أي بذاتك والباء فيه للاستعانة. قوله:(لِتُقْضَى) أي بصيغة المجهول أي الحاجة وقوله. قوله:(لِي) للبيان كما صرح به الطيبي ويمكن أن يكون التقدير لتقضى الحاجة لي قال في الحرز بل هذا هو الظاهر وفي نسخة من الحصن لتقضى بصيغة الفاعل أي لتقضى الحاجة والمعنى لتكون سببًا لحصول حاجتي ووصول مرادي فالإسناد مجازي قال في الحرز أعلم أن النداء باسمه - صلى الله عليه وسلم - منهي عنه لكن محله فيما لم يرد فيه إذن شرعي واختلف هل الأولى مراعاة الأدب وتغيير العبارة أو الامتثال بعين ما ورد فإن المأمور معذور الأظهر الثاني كما هو مقرر في محله اهـ. وفي الجوهر المنظم لابن حجر الهيتمي ولا يعارض ذلك أي تحريم ندائه - صلى الله عليه وسلم - باسمه أو بكنيته بل ينادى بنحو يا رسول الله الحديث الصحيح الآتي في دعاء الحاجة يا محموإني متوجه بك إلى ربي لأنه - صلى الله عليه وسلم - صاحب الحق فله أن يتصرف كيف شاء ولا يقاس به غيره وتعليم بعض الصحابة ذلك لغيره يحتمل إنه مذهب له وإنه رأى أن ألفاظ الدعوات والأذكار يقتصر فيها على الوارد اهـ. قوله:(اللهُم) أي يا الله وهذا التفات آخر. قوله:(فَشفِّعْهُ) بتشديد الفاء المكسورة أي اقبل شفاعته في أي في حقي قال في النهاية المشفع الذي تقبل شفاعته قال الطيبي الفاء عطف على قوله أتوجه أي اجعله شفيعا لي فشفعه وقوله اللهم معترضة اهـ، وفي الحرز الأظهر إن اللهم ندائية وما بعدها جملة دعائية والمعطوف عليه بالفاء مقدر والمعنى يا الله اجعله شفيعًا أولًا فاقبل شفاعته فيّ ثانيًا ليتم به المقصود والله المحمود اهـ.