واعلم أن التلبية لا تزال مستحبة حتى يرميَ جمرةَ العقبة يوم النحر أو يطوف طواف الإفاضة إن قدَّمه عليها، فإذا بدأ بواحد منهما
ــ
ابن جريج وحسبت أن ذلاك كان يوم عرفة قال الحافظ هذا مرسل وقد جاء بعضه موصولًا عن جميل بن الحسن حدثنا محبوب بن الحسن حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفة فلما قال لبيك اللهم لبيك قال إنما الخير خير الآخرة قال الحافظ بعد أن أخرجه قال سليمان لم يروه عن داود إلَّا محبوب قلت وقد رواه غيره كما سيأتي ورواته موثقون وجميل فيه مقال ولا بأس به في المتابعات وقد صححه ابن خزيمة وأخرجه عن جميل بهذا السند وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن جميل وقال صحيح وليس كما قال بل هو معلول أخرجه سعيد بن منصور عن هشيم عن داود بن أبي هند عن عكرمة بن خالد المخزومي أنه سئل عن التلبية يوم عرفة ويوم النحر فقال أوليس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة إذ أبصر النّاس حوله فقال لبيك اللهم لبيك أن الخير خير الآخرة فكأنه وقع في رواية جميل عكرمة غير منسوب فظن أنه مولى ابن عباس ووصل الحديث بذكر ابن عباس وهشيم أحفظ من محبوب وأعرف بحديث داود فروايته هي الراجحة اهـ. قوله:(وَلا يَزالُ الخ) أي للاتباع أخرج الشيخان في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس عن أخيه الفضل بن العباس رضي الله عنهم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردفه من المزدلفة قال فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبي حتى رمى جمرة العقبة أخرجاه مطولًا ومختصرًا وأخرجا من حديث أسامة بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردفه من عرفة إلى مزدلفة ثم أردف الفضل فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة وورد عن عبد الله بن مسعود أخرجه الحافظ من طريق الإِمام أحمد عن عبد الله بن سخبرة قال خرجت مع عبد الله بن مسعود من مني إلى عرفة فكان يلبي وكان بزي الأعراب فقال له أناس يا أعرابي ليس هذا يوم التلبية هذا يوم تكبير فالتفت إلي فقال أجهل النّاس أم نسوا والذي بعث محمدًا بالحق لقد خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلَّا أن يخلطها بتكبير أو تهليل قال الحافظ بعد تخريجه