ويقول في الأربعة الباقية من أشواط الطواف: "اللهم اغْفِر وارْحَمْ، واعْفُ عما تَعْلَمْ وأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللهُم رَبنا آتِنا في الذنيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَة
ــ
والمروة نحو اهـ. قوله:(ويقُول في الأَربعَةِ الباقِيةِ) أي في المحال التي لا يخصها ذكر كما سبق بما فيه .. قوله:(رَب اغْفرْ) أي سائر الذنوب. قوله:(وارْحَمْ) أي تفضل بأنواع الإحسان من محض الفضل والامتنان. قوله:(واعفُ) أي تجاوز كما ورد كذلك في رواية ذكرها في مختصر التفقيه. قوله:(وأَنْتَ الأَعزُّ الأَكرَم) قال في مختصر التفقيه وروي وأنت العلي الأعظم. قوله:(اللهُم رَبنَا) هذا ما ورد في رواية وعبر به الشافعي وهو أفضل من غيرها وعبر في المنهاج والروضة والمناسك وبعض نسخ الأذكار بقوله اللهم آتنا واعترضه الأسنوي بأنه سهو لأنه في المجموع عبر كالرافعي بقوله ربنا الموافق للفظ الآية ولرواية أبي داود وغيره وأجيب بأنه رواية أيضًا خلافًا لمن زعم أنها كعبارة الشافعي لم ترد وقد يشير إلى ذلك قوله في الإيضاح بعد ذكره كذلك فقد ثبت ذلك الخ. ففيه دليل إن ما عبر به ليس بسهو والله أعلم. أشار إليه ابن حجر الهيتمي ولم يذكر الحافظ سوى رواية ربنا الخ. في الأحاديث المرفوعة والموقوفة ولم يبين الشيخ ابن حجر الهيتمي من خرجه باللفظين المذكورين ثم رأيت في
الجامع الصغير عزوه بلفظ اللهم ربنا إلى ابن ماجة لكن من غير تقييد كونه في الطواف وأخرجه بلفظ اللهم آتنا أبو ذر من حديث ابن عباس كما في مثير شوق الأنام. قوله:(آتنَا في الدُّنيَا حَسَنَةً) الخ) تقدم الكلام على هذا الدعاء في باب أدعية الكرب ونريد هنا في ذلك فنقول. قوله:(فيِ الدُّنيَا) متعلق بآتنا أبو بمحذوف على أنه حال من (حَسَنَة) لأنه كان في الأصل صفة لها فلما قدم عليها انتصب حالًا والواو في. قوله:(وَفِي الآخِرَةِ) عاطفة شيئين على شيئين متقدمين ففي الآخرة عطف على في الدنيا بإعادة العامل و (حَسَنَة) عطف على حسنة والواو تعطف شيئين فأكثر على شيئين فأكثر تقول أعلم زيد عمرًا بكرًا فضالًا وبكرًا خالدًا صالحًا قال الحافظ ابن حجر اختلفت عبارات السلف في تفسير الحسنة فقيل هي العلم والعبادة في الدنيا وقيل الرزق الطيب والعلم النافع وفي الآخرة الجنة وقيل هي العافية في