قال الشافعي رحمه الله: أحَبُّ ما يقال في الطواف: اللهُم رَبنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَة ... إلى آخره، قال: وأُحَبُّ أن يقال في كُلِّه،
ــ
حكاية عن زكريا (هَبْ لي مِن لِدُنكَ ذُريةً طَيِّبَةً) وقال هب لي من لدنك وليًّا وقال - صلى الله عليه وسلم - لخادمه أنس اللهم أكثر ماله وولده إلى غير ذلك من الأحاديث أي المشتملة على سؤال حسنة معينة والله أعلم. قوله:(وَقِنَا عَذَابَ النّارِ) أصله أوقنا فحذفت الواو تبعًا لحذفها في المضارع
وحذفها فيه لوقوعها بين حرف مضارعة مفتوح وحرف مكسور ثم الألف لأنها أتي بها ليتوصل بها إلى النطق بالساكن أعني الواو وقد حذفت والله أعلم. قال الحافظ ورد هذا الذكر مطلقًا ومقيدا بكل من الركنين وبما بين الركنين المشهور من ذلك هو الأخير وهو الذي اقتصر الشافعي على تخريجه أخرج الحافظ من طرق متعددة عن عبد الله بن السائب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيما بين ركن في جمح الركن الأسود {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث حسن أخرجه الشافعي وأحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووقع في رواية القطان وغيره عند أحمد وغيره بلفظ بين الركن اليماني والحجر قال الحافظ ولم يطلع الشيخ على تخريج من صححه فقال في شرح المهذب فيه رجلان لم يتكلم العلماء فيها بجرح ولا تعديل ولكن لم يضعفه أبو داود فيكون حسنًا قلت الرجلان هما يحيى بن عبيد مولى السائب وأبوه فأما يحيى فقال النسائي ثقة وأما أبوه فذكره ابن نافع وابن مسنده وأبو نعيم ونسبوه جهنيًّا وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ولو لم يوثقا كان تصحيح من صحح حديثهما يقتضي توثيقهما قال الحافظ وإنما لم أقلد من صححه لشدة غرابته والله المستعان وورد مطلقًا غير مقيد بذلك في خبر عن عطاء قال طاف عبد الرحمن بن عوف فأتبعه رجل ليسمع ما يقول فإنما يقول {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} الآية فقال له الرجل تبعتك فلم أسمعك تزيد على هذه الآية قال أوليس ذلك كله الخير قال الحافظ بعد تخريجه هذا موقوف رجاله ثقات لكنه منقطع بين عطاء وعبد الرحمن فإن كان عطاء سمعه من الرجل فهو متصل وقد أخرج الحافظ هذا الحديث من