فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله عزّ وجلّ والمسألة، والاستغفار، ثم خرج".
ــ
(فاستَقْبلهُ بالتَكْبيرِ الخ) أي مصحوبًا بذلك الحمد والثناء والمسألة أي سؤال المنال والاستغفار أي سؤال الغفران من الله تعالى. قوله: (ثم خَرجَ - صلى الله عليه وسلم -) وسكت المصنف عن آخر الحديث السابق بيانه لعدم تعلق غرض الترجمة به واختلف العلماء في تعيين هذا المكان الذي صلى به - صلى الله عليه وسلم - عند حائط البيت مستقبل الكعبة وهو أحد المواضع التي صلى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - حول الكعبة وقد جمعها المحب الطبري وأوردها في القرى وقد نظمتها في أبيات من الرجز هي:
مواضع بها الرسول صلى ... بحول بيت كالعروس تجلى
خلف المقام وبباب الكعبه ... والمستجار الحجر والمعجبه
وبحذاء الحجر الموصوف ... بأنه الأسود للتشريف
يفصل بينه وبين الحجر ... الطائفون من خيار البشر
وبين حفرة وركن شامي ... وحذو غربي ركنه يا سامي
بحيث من صلى به يسامت ... بابًا لعمرة لهذا أثبتوا
وعند قرب ركنه اليماني ... مما يلىِ الأسود ذا المعاني
والمستجار بين باب سدا ... وبين شمامي الركن حزت الرشدا
بين اليماني وركن الحجر ... عن ابن إسحاق أتى في خبر
كذا بوجه قبلة ولم يبن ... تعيينه كما يرومه الفطن
وجوف كعبة بها الرسول ... صلى وكان الفتح والقبول
فهذه البقاع صلى فيها ... نبينًا فزادها تنويها
بشرى لمن بهذه قد صلى ... قد مس تربًا بعلاه حلا
طوبى لمن بوجهه قد مس ما ... مسته أقدام نبي عظما
والحمد الله وصلى الله ... على نبيه ومصطفاه
وآله وصحبه والعلما ... والتابعين هديه المعظما