للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيستحبُّ الإكثار من الدعاء في المزدلفة في ليلته ومن الأذكار والتلبية وقراءة القرآن، فإنها ليلة عظيمة، كما قدمناه في الفصل الذي قبل هذا.

ومن الدعاء المذكور فيها: اللهُم إني أسألُكَ أنْ تَرْزُقَني في هذا المكان جَوامِعَ الخَيْرِ كُلِّهِ، وأنْ تُصْلِحَ شأنِي كُلَّهُ، وأنْ تَصْرِفَ عَني الشَّرَّ كُلَّهُ، فإنَّهُ لَا يَفْعَلُ ذلكَ غَيْرُكَ، وَلا يَجُودُ بِهِ إلا أنتَ.

وإذا صلى الصبح في هذا اليوم صلَّاها في أوَّل وقتها، وبالغ في تكبيرها، وثم يسير إلى المشعر الحرام،

ــ

والكاف في كما نعت لمصدر محذوف وما مصدرية أو كافة والمعنى اذكروه ذكرًا حسنًا كما هداكم هداية حسنة أو اذكروه كما علمكم كيف تذكرونه لا تعدلوا عنه وإن مخففة من الثقيلة يدل على ذلك دخول اللام في الخبر قاله سيبويه وقال الفراء: هي نافية بمعنى ما واللام فيه بمعنى إلا وقيل هي بمعنى قد أي قد كنتم قبله أي قبل إنزاله أي القرآن أو قبل إرساله أو قبل الهدي قال القرطبي: وهذا أظهر.

قوله: (فيستحب الإكثار من الدعاء في المزدلفة الخ) أي لما اجتمع فيها من شرف المكان والزمان مع ما ورد في إحيائها وما ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع ليلتئذٍ لا يلزم منه النوم وبفرضه فلعله كان خفيفًا لبيان الجواز وقلبه - صلى الله عليه وسلم - لا ينام. قوله: (ومن الدعاء المذكور فيها) قال الحافظ: لم أره مأثورًا لكن تقدم الدعاء بصلاح الشأن وورد في الدعاء بجوامع الخير ما أسنده الحافظ من طريق الطبراني عن أم سلمة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو فذكر حديث طويلًا وفيه: اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلا من الجنة قال الحافظ بعد تخريجه: هذا حديث حسن غريب أخرجه الحاكم مفرقًا في موضعين وقال صحيح الإسناد وأخرج الحافظ عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع عائشة تدعو فقال: ألا أدلك يا بنت أبي بكر على جوامع الدعاء قالت: بلى قال: تقولين اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم قال الحافظ بعد تخريجه: حديث غريب أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الدعاء ورجاله موثقون إلا موسى بن عبيدة فإنه ضعيف ويكتب حديثه في فضائل الأعمال. قوله: (صلاها في أول وقتها) أي من غير خلاف بين الأئمة

<<  <  ج: ص:  >  >>