بركعتين، ويدعوَ بما أحبَّ ثم يأتي القبر فيسلم كما سلم أولًا، ويعيد الدعاء، ويودِّع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ويقول:"اللهم لا تَجْعَلْ هَذا آخِرَ العَهْدِ بِحَرَمِ رَسُولِكَ، وَيسِّرْ لِي العَوْدَ إلى الحَرَمَيْنِ سَبِيلا سَهْلَةً بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ، وَارْزُقْنِي العَفْوَ وَالعَافِيَةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، ورُدَّنا سالِمِينَ غَانِمِينَ إلى أوْطَانِنا آمِنِينَ".
ــ
وأراد بذلك أن المترجم به داخل في المترجم له، وقد قيل إنه وقع في نسخة ابن عساكر قبري بدل بيتي فلعله اغتر بالترجمة وقد وقع جمع بينهما في بعض طرق حديث عمر وساقه وذكر من مخرجيه الدارقطني والله أعلم "ما بين قبري
ومنبري" وسبق آنفًا رواية منبري وبيتي ورواية ما بين حجرتي وبيتي ولا اختلاف لأن قبره - صلى الله عليه وسلم - في بيته والبيت هو الحجرة "روضة من رياض الجنة" قيل معناه: العمل في ذلك المكان يوصل لذلك وفيه نظر والأولى ما قاله مالك وغيره من بقائه على ظاهره فينقل إلى الجنة وليس كسائر الأرض يذهب ويفنى أو هي من الجنة الآن حقيقة وإن لم تمنع نحو الجوع عملًا بأصل الدار الدنيوية وأنها آئلة للفناء، ومعنى قوله:"ومنبري على حوضي" أن ملازمة الأعمال الصالحة عنده تورد الحوض كذا قيل وأولى منه ما قيل يعيده الله على حاله فينصبه على حوضه لأن الأصل إبقاء اللفظ على ظاهره الممكن.
قوله:(بركعتين) قال في حسن الاستشارة يقرأ فيهما بسورتي الإخلاص ويدعو من بعد تقديم الحمد الله والصلاة على رسول الله ثم يأتي القبر هذا هو المعتمد وقال الكرماني يقدم وداعه - صلى الله عليه وسلم - على توديع المسجد بركعتين قال السيد السمهودي المشهور خلاف ما قاله وعن العتبي بضم العين وإسكان الفوقية بعدها موحدة قال المزالي في مصباح الظلام في المستغيثين بسيد الأنام في اليقظة والمنام اسمه محمد بن عبد الله وفي شفاء السقام في زيارة خير الأنام للتقي السبكي العتبي محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب كان من أفصح النّاس صاحب أخبار ورواية للآداب حدث عن أبيه وسفيان