أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"مَنْ سألَ الله القَتْلَ مِنْ نَفْسِهِ صَادِقًا، ثُم ماتَ أوْ قُتِلَ فإن لَهُ أجْرَ شَهِيدٍ" قال الترمذي: حديث صحيح.
وروينا في "صحيح مسلم" عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ طَلَبَ الشَّهادَةَ صَادِقًا أُعْطِيها ولَوْ لَمْ تُصِبْهُ".
وروينا في "صحيح مسلم" أيضًا عن سهل بن حُنيف رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
ــ
الحافظ حديث صحيح أخرجه أحمد. قوله:(من سأل الله تعالى القتل) في سبيله كما جاء مقيدًا بذلك في رواية الترمذي وقوله (صادقًا) أي من قلبه كما في رواية الترمذي أيضًا وجاء في الرواية الثانية من سأل الله الشهادة الحديث ففي الحديث استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير قال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود من سأل الله الشهادة ومات على فراشه فله أجر شهيد بسؤاله الشهادة وإن لم تحصل له وأما من قتل شهيدًا فقد حصلت له الشهادة لكن يعطى أجر شهيد زيادة على من قتل شهيدًا ولم يسأل الله الشهادة قبل القتل اهـ.
قوله:(وروينا في صحيح مسلم الخ) قال الحافظ ورواه أحمد وقول السلاح انفرد به مسلم يعني عن باقي الستة. قوله:(وروينا في صحيح مسلم أيضًا) قال الحافظ وأخرجه أبو عوانة وأبو داود والنسائي وابن ماجه وفي الجامع الصغير أخرجه مسلم والأربعة. قوله:(عن سهل بن حنيف) هو سهل بن حنيف بن واهب الأوسي الأنصاري المدني البدري شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان ممن بايع على الموت وثبت يوم أحد ولم يفر وكان حسن الخلق ناعم الجسم روي أنه تجرد يومًا للاغتسال فقال رجل من الأنصار: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط به وصرع من حينه فحمل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - محمومًا فأخبر بخبره فقال - صلى الله عليه وسلم -: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه من نفسه أو ماله فليبرك عليه إن العين حق". ثم إن سهل بن حنيف صحب عليًّا واستخلفه على المدينة حين سار إلى البصرة وشهد معه صفين وحديث قيامه يوم صفين ووعظه مشهور مذكور في الصحاح وولاه بلاد فارس فأخرجه أهلها فاستعمل عليهم زياد ابن أبيه فصالحوه وأدوا الخراج روي لسهل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قيل: أربعون حديثًا اتفقا منها على أربعة وانفرد باثنين منها مسلم وخرج