-وفي رواية: على الجهاد- ما بقِينا أبَدًا، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يجيبهم:"اللهُم إنَّهُ لا خَيْرَ إلَّا خَيْرُ الآخِرَةِ، فَبارِكْ في الأنْصَارِ والمُهاجِرَة".
ــ
لها وإخبار منهم له بالوفاء بمقتضاها ولما سمع منهم ذلك
أجابهم ببشارة لا عيش إلا عيش الآخرة أي المعد لأمثالكم وبدعاء فاغفر للأنصار والمهاجره.
قوله:(وفي رواية) قال الحافظ هي عند أبي ذر عن السرخسي عن الفربري وفي رواية سائرهم على الإسلام ووقع في رواية ثابت عن أنس عند مسلم على القتال ووقع لنا من وجه آخر عن أنس على الجهاد اهـ ثم هذه الرواية عند من ذكر أنه - صلى الله عليه وسلم - أتى بقوله: اللهم إن الخ جوابًا لما ذكروه من القيام بأمر الجهاد الذي التزموه بالبيعة السابقة وعند أحمد من حديث أنس خرج - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق بأيديهم فقال: اللهم إن الخير خير الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجرة. فأجابوه: نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدًا. أورده الحافظ في تخريجه. قوله:(فبارك) ووقع في رواية فاغفر وكذا هو في مختصر مسلم للقرطبي وفي أخرى فأصلح الأنصار الخ وكذا هو عند أحمد ومسلم وفي رواية لمسلم وأحمد أيضًا فأكرم في محل قوله: فاغفر أشار إليه الحافظ. قوله:(للأنصار) قال الحافظ في كتاب الإيمان من الفتح الأنصار جمع ناصر كأصحاب وصاحب أو جمع نصير كأشراف وشريف والأنصار علم بالغلبة على أنصاره - صلى الله عليه وسلم - وهم الأوس والخزرج وكانوا قبل ذلك يعرفون بابني قيلة بفتح القاف وإسكان التحتية وهي الأم التي تجمع بين القبيلتين فسماهم الله أنصارًا فصار ذلك علمًا عليهم وأطلقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أولادهم وخلفائهم ومواليهم وخصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من سائر القبائل من إيواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه والقيام بأمرهم ومواساتهم بأموالهم وأنفسهم وإيثارهم إياه في كثير من الأمور على أنفسهم والله أعلم. قوله:(والمهاجرة) أجراها صفة مؤنثة على موصوف محذوف فكأنه قال للجماعة المهاجرة وعلى رواية أكرم مع نقل همزة الأنصار للأم قبلها موزون وعلى