للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُسافِرَ فَلْيَقُلْ لِمَن يُخَلِّفُ: أسْتَودِعُكُمُ اللَّه الذي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ".

وروينا عن أبي هريرة أيضًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أرَادَ أحَدُكُمْ سَفرًا فَلْيُوَدِّع إخوانَهُ،

ــ

الثاني وعند الطبراني من طريق رشدين بوزن مسكين بن سعد عن الحسن بن ثوبان عن موسى عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلفه أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه" تفرد به بصيغة الأمر رشدين وفيه ضعف اهـ. قوله: (أستودعكم الله) أي إن كان المخاطبون جماعة أو كان مفردًا وأريد تعظيمه، فإن كان المخاطب واحدًا ولم يرد ذلك قال: أستودعك بضمير الواحد المخاطب، وسيأتي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "مرة أستودع الله دينك بالإفراد ومرة أستودع الله دينكم بالجمع، وعلى هذه الأحوال يحمل ذلك الاختلاف. قوله: (الذي لا تضيع) بفتح فكسر من الضياع يقال ضاع الشيء ضيعة وضياعًا هلك وفي نسخة من الحصن بتأنيث الفعل من المجرد وبالتحتية أوله من الإضاعة وفي أخرى منه من التضييع، وقوله ودائعه بالرفع على الفعل المجرد وبالنصب من الفعل المزيد، وأشار في الحرز إلى أن الاختلاف في الضبط لاختلاف الرواة فرمز في نسخة من الحصن فوق المجرد علامة ابن السني وطب فوق المزيد وعكسه في أصل الجلال في نسخة من الحصن اهـ.

قوله: (وروينا عن أبي هريرة أيضًا الخ) قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب أخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرًا بدل قوله فإن الله جاعل الخ وقال: ولم يروه عن سهل يعني ابن صالح الراوي عن أبيه عن أبي هريرة إلا يحيى يعني ابن العلاء تفرد به

عنه عمرو يعني ابن الحصن. قال الحافظ وعمرو ويحيى ضعيفان جدًّا، وقد أخرجه ابن السني من رواية يحيى باللفظ الذي ذكره المصنف. قال الحافظ وهذا الحديث في النسخة المعتمدة غير معروف، ووجد في نسخة عزوه إلى الترمذي وهو غلط لأن الذي انفرد به وهو يحيى بن العلاء لم يخرج الترمذي له ولا للراوي عنه، قال وقد ذكرته من مسند أبي يعلى والطبراني في الأوسط لكن في آخر المتن بعض مغايرة لما ذكره المصنف قلت: وقد أشرت إليها. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>