لَم يَضرَّهُ شَيء حتى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذلكَ".
وروينا في "سنن أبي داود" وغيره عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فأقبل الليل قال: "يا أرضُ رَبي وَرَبُّكِ اللهُ، أعُوذ بالله مِنْ شَرِّكِ
ــ
(لم يضره شيء) عمومه يتناول النفس والهوى وقد تقدم نقل ذلك عن بعض المحققين.
فائدة
نقل القرطبي في تفسيره في سورة والصافات في قوله تعالى:{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالمِينَ} قال سعيد بن المسيب بلغني أنه من قال حين يمسي {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالمِينَ} لم تلدغه عقرب ذكره أبو عمر بن عبد البر في التمهيد اهـ. قوله:(وروينا في سنن أبي داود الخ) قال الحافظ بعد تخريجه حسن أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وأخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد أهـ. قال في السلاح وفي لفظ النسائي وأعوذ بالله من أسد. قوله:(وأقبل الليل) أي بأن غربت الشمس وظاهر الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي بالذكر إذا كان مسافرًا عند إقبال الليل سواء كان سائرًا أم ماكثا. قوله:(يا أرض ربي وربك الله) الخطاب فيه للأرض. قال في الحرز وفيه إشعار بأن للأرض شعورًا بكلام الداعي وقال غيره خاطب الأرض اتساعًا ورده ابن حجر في شرح المشكاة بأن ذلك بالنسبة لغيره - صلى الله عليه وسلم -، أما هو فقد كلمه وخاطبه الجماد فهي صالحة لخطابه حقيقة بخلاف غيره، ثم إذا ذاق العبد مشرب قوله: ربي وربك الله كان سببًا لانتفاء خشيته منها أو مما اشتملت عليه إذ الأمور كلها مربوبة الله تعالى تحت إرادته قيل وحكمة ذكره قبل الاستعاذة من شرها كونه كالوسيلة في حفظه من ذلك، ويحتمل أن يكون في الافتتاح بذلك الإشارة إلى أن الإتيان بالاستعاذة إنما هو امتثالًا للشارع مع اعتقاد أن لا أثر لغيره سبحانه وأن ربه ورب الأرض وما فيها ومن فيها هو الإله المنفرد بالإيجاد سبحانه وتعالى والله أعلم. قوله:(أعوذ بالله من شرك) أي من شر ذاتك أي بأن لا أتعثر بك من وهدة أو ربوة فيك أنا ولا دابتي
قيل ومنه الخسف والتحير في الفيافي والمهامه والإضلال عن الطريق وقيل شرها أن يخذل فيهما بالوقوع بالعصيان أو يقع في