والذِي نَفْسي بيَدِهِ إنّ يَدَهُ في يَدي مع يَدِهِما" ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل.
وروينا في "سنن أبي داود والنسائي" عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا ورجل يأكل، فلم يسمِّ حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أولَه وآحره، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -
ــ
يذكر فيه مبنيًّا للمفعول أما إذا كان مبنيًّا للفاعل ومرجع الفاعل فيه الرجل فلا يظهر التأييد المذكور والله أعلم.
قوله:(والذي نفسي بيده) فيه الحلف بلا استحلاف وهو جائز بل مندوب لتأكيد الأمر الذي يعتني بتأكيده وتقويته وقوله: نفسي بسكون الفاء أي روحي وقوله: بيده أي بقدرته. قوله:(إن يده) أي الشيطان. قوله:(مع يدها) قال المصنف في شرح مسلم هكذا هو في معظم الأصول يدها وفي بعضها يدهما وهذا ظاهر والتثنية تعود إلى الجارية والأعرابي ومعناه أن يد الشيطان في يده - صلى الله عليه وسلم - مع يد الجارية والأعرابي وأما على رواية يدها بالإفراد فيعود الضمير على الجارية وقد حكى القاضي عياض أن الوجه التثنية والظاهر أن رواية الأفراد مستقيمة فإن إثبات يدها لا تنفي يد الأعرابي بل هي ساكتة عنها فإن صحت الرواية بالإفراد وجب قبولها وتأويلها على ما ذكرناه والله أعلم اهـ. قوله:(ثم ذكر) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (اسم الله تعالى) على الطعام (وأكل).
قوله:(وروينا في سنن أبي داود الخ) قال في السلاح واللفظ لأبي داود وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال الدارقطني لم يسند أمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث اهـ. وقال الحافظ بعد تخريج الحديث: هذا حديث غريب أخرجه أبو داود وأخرج الحاكم بسنده إلى الطبراني عن جابر بن صبح حدثني المثنى وصحبته إلى واسط فكان إذا أكل سمى فإذا صار إلى آخر لقمة قال: بسم الله أوله وآخره فقلت له في ذلك فقال: حدثني ابن أمية فذكر الحديث بنحوه ثم قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي. قوله:(عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه) بصري يكنى أبا عبد الله قاله أبو نعيم وأبو عمر وقال ابن منده الخزاعي وهو من الأزد ولا يعرف له غير هذا الحديث كذا في أسد الغابة وفي شرح المصابيح للعاقولي قال ابن أبي حاتم في كتاب