للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن هلب الصحابي رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسأله رجل: إن من الطعام طعامًا أتحرَّج منه، فقال: لا يَتَحَلَجَنَّ في صَدْرِكَ شَيء ضَارَعْتَ بِهِ النَّصرانِيةَ".

قلت: هُلب بضم الهاء وسكان اللام وبالياء الموحدة. وقوله: يتحلَّجن، هو بالحاء المهملة قبل اللام والجيم بعدها، هكذا ضبطه الهروي والخطابي والجماهير من الأئمة، وكذا ضبطناه في أصول سماعنا "سنن أبي داود" وغيره بالحاء المهملة، وذكره أبو السعادات ابن الأثير بالمهملة أيضًا، ثم قال: ويروى بالخاء المعجمة، وهما بمعنى واحد. قال الخطابي:

معناه:

ــ

عن قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت طعامًا لا أتركه إلا تحرجًا، فقال: لا يختلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصرانية. وفي رواية وكيع سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن طعام النصاري هذا حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأفاد رواية وكيع أن المبهم في رواية غيره هو الراوي أبهم نفسه اهـ. وسبق في باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع أسباب إخفاء الراوي اسمه. قوله: (عن هلب الصحابي رضي الله عنه) ضبطه المصنف كما سيأتي وغيره بضم الهاء وسكون اللام وبالباء الموحدة، وهو هلب الطائي والد قبيصة مختلف في اسمه، فقيل زيد بن قيافة قاله البخاري، وقيل زيد بن عدي بن قيافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أحزم يجتمع هو وعدي بن أحزم الطائي في عدي بن أحزم، وإنما قيل له المهلب لأنه كان أقرع فمسح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه فنبت شعره وهو كوفي روى عنه ابنه قبيصة أحاديث. منها حديث الباب، ومنها قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ فيأخذ شماله بيمينه أخرجه ابن عبد البر وابن مسنده وغيره والله أعلم. قوله: (وذكر أبو السعادات بن الأثير) عبارته هو بالحاء المهملة ثم الجيم أي لا يدخل قلبك شيء منه فإنه نظيف فلا ترتابن فيه. قوله: (وهما بمعنى واحد) أي الحلج بالحاء المهملة أو المعجمة ثم اللام بمعنى واحد

<<  <  ج: ص:  >  >>