للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في كتاب ابن السني بإسناد ضعيف عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا شرب في الإناء

ــ

وللإمام السبكي الكبير مؤلف في المسألة حاصله ترجيح اللبن علي العسل قلت وهو الذي اختاره الجمهور قال الجلال السيوطي في "تعريف الفئة بأجوبة الأسئلة المائة" مقتضى الدلالة تفضيل اللبن علي العسل لأمور منها أنه يربى به الطفل ولا يقوم العسل ولا غيره مقامه في ذلك، ومنها أنه يجزئ عن الطعام والشراب أي كما في حديث الباب وليس العسل ولا غيره بهذه المثابة، ومنها أنه لا يشرق به أحد وليس العسل ولا غيره كذلك رواه ابن مردويه في تفسيره عن أبي لبيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما شرب أحد لبنًا فشرق، إن الله تعالى يقول: {لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} ومنها أنه - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء أتى بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فاختاره فقيل له: هذه الفطرة أنت عليها وأمتك رواه الشيخان وغيرهما فاختياره اللبن علي العسل ظاهر في تفصيله عليه ومن الصريح في ذلك ما رواه ابن أبي عاصم عن ابن عباس من أطعمه الله طعامًا فليقل الخ وأصله في السنن الأربعة فقوله في الأول: وأطعمنا خيرًا منه وفي اللبن وزدنا منه يعطى أنه لا شيء خير من اللبن اهـ.

قوله: (وروينا في كتاب ابن السني الخ) قال الحافظ بعد تخريجه عن ابن مسعود بلفظ كان - صلى الله عليه وسلم - إذا شرب في الإناء تنفس ثلاثة أنفاس يحمد الله في كل نفس ويشكره في آخرهن هذا حديث غريب أخرجه ابن السني والدارقطني في الأفراد عن البغوي يعني عبد الله بن محمد قال البغوي والدارقطني لم يروه عن شقيق يعني ابن سلمة الراوي للحديث عن ابن مسعود إلا المعلى يعني ابن عرفان أي بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء تفرد به عيسى بن يونس عنه وكذا قال الطبراني في الأوسط أخرجه من طريق المعافى بن سليمان والعقيلي لما أخرجه من طريق مصعب بن سعيد كلاهما عن عيسى بن يونس ورجاله رجال الصحيح إلا المعلى فاتفقوا على ضعفه وقال البخاري وغيره منكر الحديث وقال النسائي وغيره

<<  <  ج: ص:  >  >>