عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لَيسَ منّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيرِنا، لا تَشَبَّهُوا باليَهُودِ وَلا بالنَّصارَى، فإن تَسْلِيمَ اليَهُودِ الإشارَةُ بالأصَابع، وَتَسْلِيمَ النصَارَى الإشارَةُ بالكَفِّ" قال الترمذي: إسناده ضعيف.
قلت:
ــ
السيوطي في الجامع إلى ابن عمر فارتفع النزاع وزال الإشكال اهـ. بل ضعفه لكونه من رواية ابن لهيعة ومجيئه من غير طريقه سيأتي ما في سنده قال الحافظ وقد وقع لنا من غير طريق ابن لهيعة ثم أخرجه من طريق الطبراني عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه رفعه قال: ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود والنصارى فإن تسليم اليهود بالأصابع وتسليم النصارى بالأكف قال الحافظ بعد تخريجه وفي هذا السند من لا يعرف حاله وأخرج البيهقي في الشعب نحو هذا من حديث جابر بسند واه ولفظه فإن تسليم اليهود والنصارى بالكفوف والحواجب قال الحافظ وقد وقع لنا نحوه في اليوم والليلة للنسائي ووقع لنا بعضه بسند رجاله ثقات ثم أخرجه عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود" قال الحافظ بعد تخريجه لولا عنعنة ثور بن يزيد وشيخه يعني أبا الزبير الراوي عن جابر لكان من شرط الصحيح وقد أخرجه النسائي بعضه من طريق أخرى عن ثور قال: حدث أبو الزبير فأشعر أنه لم يسمعه منه. قوله: أليس منا) أي ليس من أهل هدينا وطريقنا. قوله:(لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى) وأصل تشبهوا تتشبهوا بتاءين فحذفت إحداهما دفعًا للثقل وزيدت لا لتأكيد النفي والمعنى لا تتشبهوا بهم في جميع أفعالهم خصوصًا في هاتين الخصلتين المذكورتين في الخبر ولعلهم كانوا يكتفون بالإشارتين عن السلام من غير نطق بلفظ السلام الذي هو سنة آدم وذريته من الأنبياء والأولياء وكأنه - صلى الله عليه وسلم - كوشف أن بعض أمته يفعلون ذلك وهذا الخبر وأمثاله ناسخ لما جاء أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يودع إليه فيه شيء ثم نسخ ذلك ونهى عن التشبه بهم وأمر بمخالفتهم وقد جمع الحافظ السيوطي في التوشيح المسائل التي كان - صلى الله عليه وسلم - يوافق أهل الكتاب فيها ثم تركها فقال:
فائدة
الأمور التي وافق - صلى الله عليه وسلم - فيها أهل الكتاب ثم خالفهم