وعُصبَة من النساء قُعود، فألوى بيده بالتسليم" قال الترمذي: حديث حسن، فهذا محمول على أنه - صلى الله عليه وسلم - جمع بين اللفظ والإشارة، يدل على هذا أن أبا داود روى هذا الحديث، وقال في روايته "فسلَّمَ علينا".
ــ
الفيل يدرك الفارس فيدعثره ومن طريق محمود بن عمرو عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بنى الله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة" أخرجه ابن منده وأبو نعيم ثم حكى خلافًا في أن أسماء هذه هل هي أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية أو غيرها فحكي أن ابن عبد البر جعلها هي وأما أبو نعيم وابن مسنده فترجما لكل منهما ترجمة والله أعلم. قوله:(وعصبة) هو بضم العين وسكون الصاد المهملتين كعصابة الجماعة من النّاس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها كذا يؤخذ من النهاية. قوله:(فألوى بيده) أي أشار بيده بالسلام قال الترمذي أشار عبد الحميد بيده إلى كيفية إلوائه - صلى الله عليه وسلم - بيده بالسلام. قوله:(يدل على هذا) أي أنه محمول على الجمع بين الإشارة والسلام باللسان (إن أبا
داود روى هذا الحديث) أي حديث أسماء (وقال في روايته) أي التي أخرجها عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي حسين سمعه عن شهر بن حوشب عن أسماء قالت: مر علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوة فسلم أي في محل قوله في رواية الترمذي فألوى بيده الخ ورواه كذلك ابن ماجه والدارمي كما في المشكاة، والحديثان مقبولان أي فيحمل أنه وقع الجمع بين السلام باللسان والإشارة باليد وأنه جاء في كل من الطريقين التعرض لأحد الأمرين وترك الآخر إما نسيانًا أو لنحوه قال في المرقاة وعلى تقدير عدم تلفظه - صلى الله عليه وسلم - بالسلام لا محذور فيه لأنه ما شرع السلام على من مر عليه من جماعة النسوان