لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "وخَيرُهُما الَّذي يَبْدَأُ بالسَّلام" فينبغي لكل واحد من المتلاقيين أن يحرص على أن يبتدئ بالسلام.
ــ
السلام فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب قال في المرقاة: رواه البزار والبيهقي عن ابن مسعود اهـ وفي الباب أحاديث ذكر الشيخ بعضها وهذا مستثنى من قولهم الفرض أفضل من النفل وقد جمع الحافظ السيوطي صوراً من ذلك في قوله:
الفرض أفضل من تطوع نافل ... حتى ولو قد جاء منه بأكثر
إلا التطهر قبل وقت وابتدا ... ء بالسلام كذاك إبرا معسر
وقد نظمت ذلك وزدت عليه مسألة رابعة في بيتين هما:
الفرض أفضل من نفل وإن كثرا ... فيما عدا أربعاً خذها حكت دررا
بدء السلام أذان مع طهارتنا ... قبيل وقت وإبراء لمن عسرا
وقد نظم هذه الصورة كذلك بعضهم وزاد تعليل الأفضلية في كل منها فقال:
أربعة مسنونة إذ تفعل ... أفضل من فعل لفرض يكمل
أول تلك البدء بالسلام ... أفضل من رد له تمام
والثان فالأذان للمقامه ... أفضل من تأدية الإمامه
والثالث الإبراءِ للمكاتب ... أفضل من إيتائه للواجب
والرابع الإبراء مما أعسره ... أفضل من إنظاره للميسره
كذا رأيت عنهمو منقولا ... من غير أن يوجهوا التفضيلا
أن الذي يبدأ بالتحيه ... للاختصاص بمزيد رحمه
على الذي أجابه خمسمائه ... تسع وتسعون له مهيأه
وللذي أجاب فرداً واحده ... لقب لأخبار بذاك وارده
وكون من أذن ذا تأمين ... ومن يؤم خص بالتضمين
والسر في ثالثه وآخره ... براءة الذمة دنيا وآخره
وإنما يظهر فضل ما فضل ... بكثرة الأجر سوى أصل حصل
قوله: (لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح) أي حديث أبي أيوب رضي الله