للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

-صلى الله عليه وسلم- في قوله: "فإنك وقول أثم هو فقول لا فكره بشاعة الجواب وربما أوقع بعض النّاس في شيء من الطيرة" اهـ. قال ابن القيم وقد تقع الطيرة وقل: من تطير إلا وقعت به طيرته وأصله طائره فأرشد - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى منعهم من أسباب توجب لهم سماع المكروه ووقوعه وأن يعدل إلى أسماء يحصل بها المقصود من غير مفسدة هذا مع ما ينضاف إلى ذلك من تعليق ضد الاسم عليه بأن يسمى يساراً من هو أعسر النّاس ورباحاً من هو من الخاسرين فيكون قد وقع في الكذب عليه وعلى الله تعالى ومن أمر آخر وهو أن المسمى قد يطالب بقضية اسمه فلا يوجد ذلك عنده فيكون سبب ذمه وسبه كما قيل:

سموك من جهلهم سديداً ... والله ما فيك من سداد

أنت الذي كونه فساد ... في عالم الكون والفساد

قال ولي من أبيات:

وسميته صالحاً فاغتدى ... بضد اسمه في الورى سائرا

وظن بأن اسمه ساتر ... لأوصافه فغدى شاهرا

وأمر آخر هو ظن الممدوح في نفسه أنه كذلك فيقع في تزكية نفسه وترفعه على غيرها ولهذا غير -صلى الله عليه وسلم- اسم برة إلى زينب وقال لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم اهـ. وما جاء عن جابر أراد -صلى الله عليه وسلم- أن ينهي عن أن يسمى بيعلى وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع وبنحو ذلك ثم رأيته بعد سكت عنها فلم يقل شيئاً ثم قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينه عن ذلك ثم أراد عمر أن ينهي عن ذلك ثم تركه هكذا وقع في معظم نسخ صحيح مسلم ببلادنا أن يسمى بيعلى وفي بعضها بمقبل بدل يعلى وذكر عياض أنه في أكثر النسخ بمقبل وفي بعضها بيعلى قال: والأشبه أنه تصحيف والمعروف بمقبل وهذا الذي أنكره القاضي ليس بمنكر بل هو المشهور وهو صحيح في الرواية وفي المعنى ومعنى قوله أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينهي عن هذه الأسماء الخ فمعناه نهى تحريم فلم ينه وأما النهي الذي هو كراهة تنزيه فقد نهى عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>