للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماعة من الصحابة، فمن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة رضي الله عنه: يا أبا هِرّ" وقوله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة رضي الله عنها "يا عائِشُ" ولأنجشة رضي الله عنه "يا أنْجَشُ".

ــ

به المصنف قال الكرماني: قال ابن بطال: ليس هذا من باب الترخيم وإنما هو نقل اللفظ من التأنيث والتصغير إلى التذكير والتكبير فهو وإن كان نقصاً في المبنى زيادة في المعنى اهـ. لكن خالفه فيه الشيخ زكريا في حاشيته على البخاري فقال: المراد من حرف في الترجمة الجنس فيشمل نقص ما فوق الواحد وإن غيرت صورته كما في ترخيم أبي هريرة بأبي هو اهـ. فجعله مرخماً من أبي هريرة وتغييره من توابع ترخيمه والأول أقرب إلى كلام النحاة فإنهم لم يذكروا مثل ذلك في الترخيم وكلام الشيخ زكريا يوافق صنيع المصنف هنا والله أعلم. قوله: (فمن ذلك قوله لأبي هريرة) هو عند البخاري عنه قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا هر" وليس هذا من الترخيم كما سبق في كلام ابن بطال. قوله: (وقوله لعائشة رضي الله عنها) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عنها ولفظها قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمه الله قالت وهو يرى ما لا أرى وعائش ترخيم عائشة يجوز فيه الفتح الكرماني وعليه الأكثر قلت: وهي لغة من ينتظر ويجوز فيه الضم. قوله: (ولأنجشة) بالعطف على عائشة أي وقوله: لأنجشة (يا أنجش) وحديثه في البخاري عن أنس قال: كانت أم سلمة في الثقل وأنجشة غلام النبي -صلى الله عليه وسلم- يسوق بهن فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أنجش رويدك سوقك بالقوارير" وسبق الكلام على من خرج الحديث في باب الحداء من كتاب أذكار المسافر وأنجشة بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم والشين المعجمة غلام أسود كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأنجش بحذف الهاء مرخمة يجوز فيه الفتح والضم على قاعدة المرخمات وقد ذكر أنجشة ابن الأثير في أسد الغابة وقال في ترجمته العبد الأسود كان حسن الصوت بالحداء فحدا بأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع فأسرعت الإبل فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أنجش رفقاً يالقوارير" وأخرج عن أنس كان أنجشة يحدو بالنساء والبراء

<<  <  ج: ص:  >  >>