للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "أتى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الخلاء، فوضعتُ له وضوءاً، فلما خرج قال: مَنْ وَضعَ هَذا؟ فأُخْبِرَ. قال: اللهُم فَقِّهْهُ" زاد البخاري "فَقِّهْهُ في الدِّينِ".

وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي قتادة رضي الله عنه في حديثه الطويل العظيم المشتمل على معجزات متعدّدات لرسول الله

ــ

قوله: (روينا في صحيحي البخارى ومسلم) قال في جامع الأصول بعد ذكر اختلاف الصحيحين في قوله: "في الدين" ما لفظه قال الحميدي وحكى أبو مسعود قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل قال: ولم أجده في الكتابين اهـ، وفي السلاح أن الحديث رواه النسائي. قوله: (الخلاء) هو بالمد موضع قضاء الحاجة. قوله: (وضوءاً) بفتح الواو على الأفصح أي ما يتوضأ به. قوله: (قال) أي بعد خروجه. قوله: (فأخبر) بالبناء للمفعول والمخبر به ميمونة لأنه كان في بيتها كذا في تحفة القارئ للشيخ زكريا لكن في صحيح مسلم فقالوا وفي رواية قلت: ابن عباس اهـ، ويمكن إنه وقع التبيين من كل منه ومن ميمونة ونسب البيان إلى باقي الجماعة في قوله: قالوا لأنهم مقرون بذلك قائلون به والله أعلم. قوله: (فقال اللهم فقهه) دعاء له سروراً بانتباهه مع صغر سنه إلى وضع الماء عند الخلاء وهو من أمور الدين ففيه الدعاء لمن أحسن في خدمته وإن الأدب فيما ذكر أن يليه الأصاغر وفيه دلالة على إجابة دعائه -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس لأنه صار فقيهاً أي فقيه.

قوله: (وروينا في صحيح مسلم الخ) وفي شرح العمدة كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فنعس فدعمته غير مرة فقال: حفظك الله كما حفظت نبيه خرجه أبو داود وفي السلاح بعد أن أفرد الحديث بلفظ مختصر رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه اهـ. قوله: (المشتمل على معجزات الخ) منها إخبار بوصول الماء في غد فكان كذلك ومنها قوله لأبي قتادة في الحديث أحفظ علينا ميضأتك فسيكون لها نبأ فلما وصل إلى القوم صب أبو قتادة من تلك الميضأة على يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وروى القوم من آخرهم ففيها الأخبار عن مغيب أي

<<  <  ج: ص:  >  >>