وروينا في كتاب الترمذي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"مَنْ صُنِعَ إليهِ مَعْروفٌ فقالَ لِفاعِلِهِ: جَزَاكَ الله خَيراً، فَقَدْ أبْلَغَ في الثناءِ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروينا في سنن النسائي وابن ماجه وكتاب ابن السني عن عبد الله بن أبي ربيعة الصحابي رضي الله عنه قال:
ــ
المصنف: أي بسبب حفظك نبيه، وفيه أنه يستحب لمن صنع إليه معروفة أن يدعو لفاعله. قوله:(وذكر الحديث) وفيه ذكر قضاء الفائتة وذكره مسلم في ذلك الباب. قوله:(دعمته أسندته) أي أقمت ميله الحاصل بسبب النوم حتى يعود لما كان عليه قبل الميل.
قوله:(وروينا في كتاب الترمذي) وكذا رواه النسائي وابن حبان كما في الجامع الصغير وبجانبه علامة الصحة وللحديث شواهد من حديث عائشة وأبي هريرة وغيرهما وقد ذكرت ذلك وبينت من خرجه في باب دعاء والضيف لأهل الطعام إذا فرغ من أكله. قوله:(جزاك الله خيراً) أي تولى الكريم جزاك بالخير والكريم إذا تولى الجزاء دل ذلك على سعة العطاء فمن دعا بذلك لأخيه فقد أبلغ في الثناء لأن القصد من الثناء عود أمر ملائم لصاحب الجميل من ذكره بالخير وهذا اللفظ لكون السؤال فيه بأمر ملائم له على الدوام أبلغ في المراد والمرام وقيل: بالغ في الثناء حيث أظهر عجزه عن جزائه وأحاله على ربه.
قوله:(وروينا في سنن النسائي) رواه النسائي في البيوع وفي عمل اليوم والليلة قاله الدميري في الديباجة. قوله:(عن عبد الله بن أبي ربيعة الصحابي رضي الله عنه) قال الدميري في الديباجة: اسم أبي ربيعة عمرو، قلت في أسد الغابة، وقيل: حذيفة وقيل: اسمه كنيته والأكثر يقول: اسمه عمرو وهو ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي وكنية عبد الله أبو عبد الرحمن وهو أخو عياش بن أبي ربيعة ليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث وكان يقال له في الجاهلية العدل لأنه كان يكسو الكعبة