للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي البخاري: "أن علياً شرب قائماً وقال: رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل كما رأيتموني فعلت" والأحاديث والآثار في هذا المعنى في الصحيح مشهورة.

ــ

من الأنصار فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا فقال -صلى الله عليه وسلم-: "على رسلكما إنها صفية بنت حيي" فقالا: سبحان الله يا رسول الله فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما، هذا أحد ألفاظ رواية الصحيحين وفيهما روايات بنحو ذلك كما أشار إليه القلقشندي في شرح عمدة الأحكام، والرجلان قيل: هما أسد بن حضير وعباد بن بشر صاحبا المصباحين قاله ابن العطار في شرح العمدة وقوله: إنها صفية قال السيوطي في مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه أخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي محمد بن أبي حاتم حدثنا محمد بن روح عن إبراهيم بن محمد الشافعي قال: كنا في مجلس ابن عيينة والشافعي حاضر فحدث حديث إنها صفية فقال ابن عيينة للشافعي ما فقه هذا الحديث يا أبا عبد الله قال: إن كان القوم قد اتهموا النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا بتهمتهم إياه كفاراً لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- أدب من بعده فقال: "إذا كنتم هكذا فافعلوا هكذا حتى لا يظن بكم ظن السوء" لا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يتهم وهو أمين الله في أرضه فقال ابن عيينة: جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله ما يجيئنا منك إلا كل ما نحبه اهـ. قوله: (وفي البخاري) ورواه في الشمائل والنسائي كذا في الأطراف للمزي. قوله (شرب قائماً) أي وذلك برحبة الكوفة: . قوله: (إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل) أي شرب قائماً (كما رأيتموني أفعل) أي أشرب ذلك، وفعل علي لتبليغ شرعه -صلى الله عليه وسلم- وفعله -صلى الله عليه وسلم- لبيان الجواز وإن نهيه عن الشرب قائماً ليس على سبيل التحريم بل على سبيل الكراهة والتنزيه وقد أشار إلى هذا الحمل الحافظ ابن حجر حيث قال:

إذا رمت تشرب فاجلس تفز ... بسنة صفوة أهل الحجاز

وقد صححوا شربه قائماً ... ولكنه لبيان الجواز

(والأحاديث) أي المرفوعة (والآثار) أي الموقوفة: والمقطوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>