للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها حديث كعب بن مالك رضي الله عنه المخرَّج في "الصحيحين" في قصة توبته قال: سمعتُ صوتَ صارخٍ يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر، فذهب النّاس يبشروننا، وانطلقت أتأمَّم رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يتلقاني النّاس فوجاً فوجاً يهنؤوني بالتوبة، ويقولون: ليَهْنِكَ توبة الله تعالى عليك،

ــ

في التفضيل بين خديجة ومن يذكر معها فخديجة أفضل من حيث السبق في الإسلام وإعانة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المهمات وعائشة أفضل من حيث العلم وفاطمة أفضل من

حيث القرابة ومريم من حيث الاختلاف في نبوتها وذكرها مع الأنبياء وآسية امرأة فرعون من هذه الحيثية لكن لم تذكر مع الأنبياء وعلى ذلك تنزل الأخبار الواردة في تفضيلهن اهـ.

قوله: (ومنها حديث كعب بن مالك المخرج في الصحيحين) ورواه أبو داود والترمذي والنسائي أيضاً كلهم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه وكان قائد كعب بن مالك عن كعب أبيه رضي الله عنهما. قوله: (توبته) أي من تبعه تخلفه عن شهود غزوة تبوك مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. قوله: (قال) يعني كعب بن مالك. قوله: (صوت صاروخ) أي رافع صوته وكان الصاروخ أو في على جبل سلع ونادى بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر فذهب النّاس يبشروننا، فيه استحباب التبشير وتهنئة من تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه كربة شديدة ونحو ذلك وهذا الاستحباب عام في كل نعمة حصلت أو كربة انكشفت سواء كان من أمور الدنيا أو الدين. قوله: (أتأمم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) أي أقصده يقال: تأممه وتيممه وأمه ويمه أي قصده قال الشاعر:

وما أدري إذا يممت أرضاً ... أريد الخير أيهما يليني

أألخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني

قوله: (فوجا) بالنصب على الحال والفوج الجماعة من النّاس والفيج بالتحتية مثله وهو مخفف من الفيج وأصله الواو يقال: فاج، يفوج فهو فيج ويخفف فيقال: فيج كذا يؤخذ من النهاية. قوله: (يهنئوني بالتوبة) فيه تهنئة من رزقه الله خيراً ظاهراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>