للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنَّهَا تُذْهِبُ خَطايا بَني آدَمَ كَما يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ".

قلت: تزفزين: أي تتحركين حركة سريعة، ومعناه: ترتعد، وهو بضم التاء وبالزاي المكررة وروي أيضاً بالراء المكررة، والزاي أشهر، وممّن حكاهما ابن الأثير،

ــ

كالتصريح بالذم والسب قال القرطبي ففيه ما يدل على أن التعريض والتضمين كالتصريح في الدلالة فيحد كل من فهم منه القذف من لفظه وإن لم يصرح به اهـ. وأصحابنا الشافعية قالوا الأصل براءة

الذمة فلا بد في اشتغالها من سب صريح أو ما يقوم مقامه من الكناية والله أعلم. قوله: (فإنها تذهب خطايا بني آدم) تعليل لمنع سب الحمى بما يكون عنها من الثواب فيتعدى ذلك لكل مشقة أو شدة يرجى عليها ثواب فلا ينبغي أن يذم شيء من ذلك ولا يسب وحكمة ذلك أن سب ذلك إنما يصدر في الغالب عن الضجر وضعف الصبر أو عدمه وربما يفضي صاحبه إلى السخط المحرم مع أنه لا يفيده فائدة ولا يخفف عنه ألماً. قوله: (كما يذهب الكير) في الصحاح قال أبو عمرو الكير كير الحداد وهو زق أو جلد غليظ ذو حافات وأما المبني من الطين فهو الكور بضم الكاف اهـ. قوله: (وهو بضم التاء) قال القرطبي كالقاضي عياض: وبفتحها. من الزفزفة وهو صوت حفيف الريح يقال زفزف الريح الحشيش أي حركه وزفزف النعام في طيرانه حرك جناحه. قوله: (وروي بالراء) أي مع الفاء وروي في خبر مسلم بالراء وبالقاف بدل الفاء قال المصنف ومعناه تتحركين حركة شديدة أي ترعدين قال القرطبي: قال أبو مروان بن سراج يقال بالقاف والفاء بمعنى واحد بمعنى ترعدين قال القرطبي ورواية الفاء -أي مع الزاي كما يدل عليه باقي كلامه- أعرف رواية وأصح معنى وذلك أن الحمى تكون معها حركة

<<  <  ج: ص:  >  >>