للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأنْ يَمتَلِئَ جَوْفُ أحَدِكُمْ قَيحاً خَيرٌ لَهُ مِنْ أنْ يَمْتَلِئَ شِعْراً" وكل ذلك على حسب ما ذكرناه.

فصل: ومما ينهى عنه، الفحش وبذاءة اللسان، والأحاديث الصحيحة فيه كثيرة معروفة، ومعناه: التعبير عن الأمور المستقبَحة بعبارة صريحة، وإن كانت صحيحة والمتكلِّم بها صادق، ويقع ذلك كثيراً في ألفاظ الوِقاع ونحوها. وينبغي أن يستعمل في ذلك الكنايات، ويعبِّر عنها بعبارة جميلة يفهم بها الغرض، وبهذا جاء القرآن العزيز والسنن الصحيحة المكرَّمة، قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: ١٨٧]. وقال الله تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: ٢١]. وقال تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ

ــ

فالله من هذا وهذا جاري

والقسم الثاني ما حث على مكارم الأخلاق كما حكي عن مالك أنه من بباب قوم فسمع رجلاً ينشد:

أنت أخي وأنت حرمة جاري ... وحقيق على حفظ الجوار

إن للجار أن تغيب عنا ... حافظاً للمغيب في الأسرار

ما أبالي أكان بالباب ستر ... مسبل أم بقي بغير ستار

فدق مالك الباب وقال علموا صبيانكم مثل هذا الشعر اهـ. ومن المستحب مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة وأهل العلم والتقوى كما لا يخفى والقسمان الأخيران ستأتي أمثلتهما. قوله: (وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لأن يمتليء جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتليء شعراً) رواه البخاري من حديث ابن عمر هكذا ورواه أحمد والشيخان والأربعة من حديث أبي هريرة وقالوا لأن يمتليء جوف أحدكم حتى يريه الخ ويريه بفتح التحتية وكسر المهملة من الورى داء يفسد الجوف وقيل أن يصل إلى الرئة ويفسدها ورد بأن المشهور في الرواية الهمز قال المصنف الصواب أن هذا محمول على من يكون الشعر غالباً عليه حتى يشغله عن القرآن وغيره من العلوم

<<  <  ج: ص:  >  >>