رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ المُؤْمِنُ بالطعَّانِ وَلاَ اللَّعَّانِ وَلا الفَاحِشِ وَلاَ البَذِيءِ" قال الترمذي: حديث حسن.
وروينا في كتابي الترمذي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما كانَ الفُحْشُ في شَيءٍ إلاَّ شانَهُ، وما كانَ الحَيَاءُ في شَيءٍ إلاّ زانَهُ" قال الترمذي: حديث حسن.
ــ
المستدرك كلهم من حديث ابن مسعود وفي المشكاة ورواه البيهقي في الشعب من حديثه أيضاً وفي رواية للبيهقي ولا الفاحش البذي. قوله:(ليس المؤمن) أي الكامل. قوله:(بالطعان) أي كثير الطعن في الأنساب الثابتة. قوله:(ولا اللعان) أي كثير اللعن بل قد يقع منه لمن يجوز لعنه من الشيطان ونحو الكافر. قوله:(ولا الفاحش) من الفحش أي فاعله أو قائله ففي النهاية البذاءة بالمد الفحش في القول وهو بذي اللسان وقد قال بالهمز وليس بكثير اهـ. وبمعناه البذي هو من عطف الرديف ولا زائدة وتؤيده الرواية الثانية عند البيهقي وقيل بل يحمل الفحش على العموم ويكون البذي تخصيصاً بعد تعميم لزيادة الاهتمام به لأنه متعد، وقيل البذي لا حياء له وقيل الفحش النطق بما لا ينبغي من القول والبذاءة سوء الخلق. قوله:(قال الترمذي الخ) قال ميرك رجاله رجال الصحيحين سوى محمد بن يحيى شيخ الترمذي وثقه ابن حبان والدارقطني. قوله:(وروينا في كتابي الترمذي وابن ماجه) وكذا رواه الإِمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد كلهم من حديث أنس. قوله:(ما كان الفحش في شيء
إلا شانه) يحتمل أن تكون كان تامة وفي شيء متعلق به وأن يكون الفحش في شيء يتصف بشيء من الأوصاف إلا صفة الشين والشيء عام في الأعراض والذات ومثله في هذا الإعراب الجملة الثانية وقد تقدم في المتن تعريف الحياء وما يتعلق به.