التوبة، ورد المظالم، والإقبالُ على الله تعالى.
فصل: قال الغزالي: فإن قيل: فما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مردَّ له؟ .
فاعلم أن من جملة القضاء: ردَّ البلاء
ــ
وذلك لحديث فضالة وللحديث الآخر لا تجعلوني كقدح الراكب اجعلوني في أول كل دعاء وأوسطه وآخره ومن هذا يؤخذ ختم الدعاء بما ذكر. قوله: (التوبة) أي من الذنب ولو صغيرة. قوله: (والإقبال على الله تعالى) أي بالقلب وترك الغفلة وقد نظم البدر بن جماعة شرط الإجابة فقال:
قالوا شرط الدعاء المستجاب لنا ... عشر بها بشر الداعي بإفلاح
طهارة وصلاة معهما ندم ... وقت خشوع وحسن الظن يا صاح
وحل قوت ولا يدعى بمعصية ... واسم يناسب مقرون بإلحاح
قال السلفي أنشدنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن العثماني الديباجي بالثغر أنشدنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عسال الطليطلي بالأندلس لنفسه:
لم يبق في هذي الوجوه حياء ... قد زال عن صفحاتهن الماء
إذ يرفعون إلى السماء أكفهم ... فلطالما سفكت بهن دماء
وبطونهم ملئت حراماً صافياً ... ظلم اليتامى فيه والضعفاء
يدعون مولاهم وهم يعصونه ... هذا خلاف بين وعناء
يأيها الداعون كيف صلاتكم ... حكم الإله وأنتمو سفهاء
إن الدعاء له شرط خمسة ... بالله هل لكمو بهن وفاء
نقوا قلوبكمو بزهد صادر ... حتى يزيل ظلامهن ضياء
وعليكمو رد المظالم إنها ... يوم القيامة ظلمة سوداء
وكلوا الحلال وأجملوا في كسبه ... فالمال فيه فتنة وبلاء
ثم استقيموا في أداء فروضكم ... وصلوا الصلاة ففي الصلاة نجاء
واستعملوا الصدقات كيما تطفئوا ... غضب الإله فإنهن دواء
فمتى فعلتم ما أقول ففي الخبر ... أن يستجاب لكم لديه الدعاء
فصل
قوله: (مع أن القضاء) أي المبرم. قوله: (رد البلاء) أي إذا كان القضاء به