روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" حديث أصحاب الغار عن ابن عمر رضي
الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"انْطَلَقَ ثَلاَثةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتى آواهُمُ المَبِيتُ إلى غارٍ فَدَخَلُوهُ، فانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيهِمُ الغارَ، فَقَالُوا: إنهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصخْرَةِ إلاَّ أنْ تَدْعُوا الله تعالى بصَالِح أعْمالِكُمْ. قالَ رَجُل مِنْهُمْ: اللهُم إنَّهُ كانَ لي أبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرانِ وكُنْتُ لا أُغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلاً ولا مالاً"، وذكر تمام الحديث الطويل
ــ
أي يتوسل بفضل الله تعالى عليه إذ وفقه للعمل الصالح إلى تحصيل مسؤوله من فضله فهو من باب سؤال الفضل والتوسل في تحصيل الفضل بالفضل.
إليكم بكم سادتي جئتكم ... فلا تهملوا من أساء الأدب
وقولوا عفا الله عما مضى ... وليس التفضل منكم عجب
قوله:(روينا في صحيحي البخاري ومسلم) ورواه أبو داود وفي الترغيب للمنذري والنسائي
وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة باختصار هذا الحديث بدأ به صاحب الترغيب والترهيب في كتابه فذكره أول باب الإخلاص والصدق قال عمي الشيخ الأستاذ أحمد بن علان الصديقي ففيه إيماء إلى أن صخرة القلب إنما ينكشف عماؤها ويرتفع بلواؤها بالإخلاص الله والصدق معه والله أعلم. قوله:(ثلاثة نفر) يحتمل أن يقرأ بالإضافة وأن يقرأ بتنوينهما والنفر بفتحتين ما بين الثلاثة إلى العشرة لا واحد له من لفظه. قوله:(إلى غار) هو النقب في الجبل. قوله:(فقالوا إنه لا ينجيكم الخ) قال المصنف استدل أصحابنا بهذا على أنه يستحب للإنسان أن يدعو في حال كربه وفي حال دعاء الاستسقاء وغيره بصالح عمله ويتوسل إلى الله تعالى به لأن هؤلاء فعلوه فاستجيب لهم وذكره -صلى الله عليه وسلم- في معرض الثناء عليهم وجميل فضائلهم. قوله:(كان لي أبوان الخ) فيه فضل بر الوالدين وفضل خدمتهما وإيثارهما على سواهما من الأولاد والزوجة وغيرهم. قوله:(وذكر تمام الحديث) هو قوله وإني نأى بي الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما