فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: ١٢٢] وقد يستعار للحالة الشاقة كالفقر والذل، والحياة تحتمل الحقيقة التي بعد البرزخ والمجازية التي بعد النوم فإن الحقيقة لم تزل بالنوم وحياة البرزخ يصح إن يقال أنها مجازية لأنه لا يوجد فيه كمال الإحياء بل نوع منه بحيث يفهم الخطاب ويرد الجواب وإن يقال أنها حقيقية والمفقود كمال حركة البدن قال تعالى:{وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}[إبراهيم: ١٧] كذا يؤخذ من فتح الإله "الخامسة" قوله أحيانا بعد ما أماتنا أي أحياناً بالاستيقاظ من النوم لنكتسب ثمرة الحياة من الحمل النافع في الآخرة وذلك أفضل النوم فإذا حمد عليها لا سيما مع تصور ما في قوله بعدما أماتنا أي الموت المجازي وهو النوم يقال النوم الموت الخفيف، والموت الثقيل قال الكرماني "فإن قلت" ليس هنا إحياء ولا إماتة بل إيقاظ وإنامة "قلت" الموت عبارة عن انقطاع تعلق الروح من البدن وذلك قد يكون ظاهراً فقط وهو النوم ولهذا يقال أنه أخو الموت وظاهراً وباطناً وهو الموت المتعارف اهـ، والنشور الحياة بعد الموت يقال نشر الميت ينشر نشوراً وقوله تعالى: {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥)} [الملك: ١٥] أي الذهاب إلى دار جزائه ليجازي كل واحد بما يقتضيه ما سبقه علمه من خير أو شر ويقتضيه عمله من ذلك كما يشهد به "الناس مجزيون بأعمالهم" وقولنا في تفسير النشور أيضاً أنه الذهاب إلى دار جزائه لمناسبة المقام فلا ينافي إن معناه لغة ما سبق من البعث بعد الموت وحكمة ذكره ذلك إن من استحضر هذه الأمور حمله ذلك على أن يكون حاضر القلب في النوم واليقظة فلا يفضي به نومه إلى التكاسل ولا إلى تباطؤ عما طلب منه ولا تيقظه إلى غفلة عما طلب منه من دوام المراقبة والحضور قيل ونبه بإعادة الإحياء بعد الإماتة أي اليقظة بعد النوم على إثبات البعث بعد الموت في ذكره ما في ذكر {وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} من الحكمة السابقة.