يستحب أن يقول: بسم الله، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يسلم سواء كان في البيت آدمي أم لا، لقول الله تعالى:{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبة}[النور: ٦١].
وروينا في "كتاب الترمذي" عن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ــ
قوله: (قال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا}[النور: ٦١] قال ابن الجوزي في "زاد المسير" فيها ثلاثة أقوال أحدها بيوت أنفسكم سلموا على أنفسكم وعيالكم قاله جابر بن عبد الله وطاوس وقتادة، والثاني أنها المساجد فسلموا على من فيها قاله ابن عباس، والثالث بيوت الغير فالمعنى إذا دخلتم
بيوت غيركم فسلموا عليهم قاله الحسين. قوله:(تحِيَّةً) قال الزجاج هي منصوبة على المصدر لأن قوله: ({فَسَلِّمُوْا}) بمعنى فحيوا أي يحيي بعضكم بعضاً ({تحيَّة مِنْ عِندِ اللهِ})[النور: ٦١] قال مقاتل مباركة بالأجر طيبة أي حسنة اهـ. قال القرطبي ووصفها بالبركة لأن فيها الدعاء واستجلاب مودة المسلم عليه ووصفها أيضاً بالطيب لأن من سمعها يستطيبها اهـ، ولا يخفى نجعد القول الثالث الأخير وإن اقتصر عليه العلامة الكبير البيضاوي في التفسير عن سياق الآية ومناسبة ({فَسَلِّمُوْا عَلى أَنفُسِكُم}[النور: ٦١] لكن قربه بقوله فسلموا على أهلها الذين هم منكم ديناً وقرابة اهـ، ومثله في النهر واقتصر الإمام الواحدي على نقل القولين الأولين وأشار إلى اعتماد القول الأول لأن عليه المعول وعبارته {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ}[النور: ٦١] هذا في دخول الرجل بيت نفسه والسلام على أهله ومن في بيته قال قتادة إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك فهم أحق من سلمت عليه فإذا دخلت بيتاً لا أحد فيه فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين حدثنا إن الملائكة ترد عليه، وقال ابن عباس هو المسجد إذا دخلته فقل السلام علينا