للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ثَلاثةٌ كلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلى اللهِ عَز وَجل: رَجل خَرَجَ غازِياً فِي سبِيلِ اللهِ عَز وَجل فَهُوَ ضَامِن على اللهِ عَز وَجل حتَى يَتَوَفاهُ فَيُدْخِلَهُ الجنة أوْ يَرُدَّهُ بِما نالَ

ــ

صدي مصغراً ويقال الصدي بال كما يقال عباس والعباس وهو اسم أبي أمامة بلا خلاف فما يوجد في بعض النسخ من ابدال الصاد عيناً من تحريف الكتاب وهو صدي بن عجلان الباهلي السهمي، وسهم بطن من باهلة وباهلة بنت سعد العشيرة نسب ولدها إليها وهم بنو مالك بن أعصر الغطفاني، سكن صدي مصر ثم حمص من الشام روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث وخمسون حديثاً اتفقا منها على سبعة وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بأربعة وخرج له أصحاب السنن الأربعة مات سنة إحدى أو ست وثمانين عن إحدى وتسعين سنة وقيل مات سنة مائة وست قيل وهو آخر من مات بالشام من الصحابة. قوله: (ثَلاَثَةٌ) مبتدأ أي ثلاثة رجال أو أصناف ولهذا التخصيص المراد جاز الابتداء به مع كونه نكرة أو هو وصف للمبتدأ المحذوف أي أشخاص ثلاثة وجملة (كلُّهُمْ ضَامِنُ) في محل الخبر والمراد أن هؤلاء

الثلاثة وعدهم الله بما وعدهم به وعداً لا يخلفه فعاد لازمًا لوعده الذي لا يخلف. قوله: (حتى يَتَوَفّاهُ فيُدخِلَه الجنةَ) أي يتوفاه في سبيله فيدخله الجنة مع الناجين أو يدخل روحه فيها حالاً فيكون في أجواف طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت تتنعم بما تتنعم به الأرواح أما الأجساد فنعيمها بنعيم الجنة يوم المعاد كما ذكره المصنف والقرطبي في شرحيهما على مسلم في كتاب الجهاد وقال العارف ابن أبي جمرة ورد "نسمة المؤمن طائر أبيض تعلق في شجر الجنة حتى يمدها الله على أجسادها يوم القيامة" فمن يكون في شجر الجنة كيف يعرض على مقعده بالغداة والعشي.

والجواب أنه يمكن الجمع من وجوه.

منها: إنه - صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>