للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَدَاعَتْ جُنُودُ إبليسَ، وَأجْلَبَتْ واجْتَمَعَتْ كَما تَجْتَمِعُ النَّحْلُ على يَعْسُوبِها، فإذا قام أحدُكُمْ عَلى بابِ المَسْجِدِ فَلْيَقُلِ: اللهُم إني أعوذُ بِكَ مِنْ إبليسَ وَجُنُودِهِ، فإنهُ إذا قالها لم يَضُرَّهُ".

اليعسوب: ذَكَرُ النحل، وقيل: أميرها.

ــ

حديثه قلت وهذا من رواية ابنه أحمد عنه وورد في البإب من حديث عبد الرحمن بن عوف أخرجه الدارقطني في الأفراد وسنده ضعيف وعن أبي الدرداء موقوفًا أخرجه ابن أبي عمر في مسنده ورواته ثقات لكن فيه انقطاع وعن علي من قوله وعن عبد الله بن سلام كذلك أخرجهما ابن أبي شيبة وأخرج عبد الرزاق في مصنفه من مرسل أبي بكر بن محمد

ابن عمرو بن حزم قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد قال السلام على النبي ورحمة الله وبركاته اللهم أجرني من الشيطان ومن الشر كله ورجاله ثقات ليس فيه سوى الإرسال قاله الحافظ. قوله: (تداعَتْ جنودُ إلخ) أي لطلب إغوائه وإيذائه. قولهه: (وَأَجْلَبتْ) يقال جلب يجلب كنصر ينصر وأجلب في النهاية يقال أجلبوا إذا تجمعوا وتألبوا عليه وأجلب عليه إذا صاح به واستحثه اهـ. وفي التنزيل وأجلب عليهم أي صح عليهم بخيلك ورجلك بفتح الراء أي إما من الشياطين أو من قرنائهم من المفسدين قال الزمخشري فإن قلت ما معنى استفزاز إبليس بصوته وإجلابه بخيله ورجله.

قلت هو كلام وارد مورد المثل مثلت حاله في تسلطه على من يغويه بمغوار رفع على قوم فصوت بهم صوتًا يستفزهم من أمكنتهم ويقلبهم عن مراكزهم اهـ. قوله: (عَلَى يَعْسُوبِها) اليعسوب ذكر النحل في التذكرة للقرطبي يعاسيب النحل فحولها واحدها يعسوب ووجه الشبه أن يعاسيب النحل يتبع كل واحد منها طائفة من النحل وتراها جماعات في تفرقة اهـ. وقيل يعسوب النحل أمبرها وفي النهاية يعسوب النحل مقدمها وسيدها وفيها أيضًا اليعسوب فحل النحل هـ. قوله: (لمْ يضرُّهُ) يحتمل أن يكون في جميع النهار ويحتمل أن يكون مقصورا على بعض الأوقات والأول أظهر والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>