للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمني

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهنَ في الوتر: "اللهُم اهْدِني فَيمَنْ هَدَيْتَ،

ــ

- صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر حديثًا روى عنه أصحاب السنن الأربعة وروت عنه عائشة وغيرها وهو أحد المشبهين به - صلى الله عليه وسلم - في الخلق وقد ذكرت ذلك في كتابي تحفة الشرفا فيمن حاز بشبه المصطفى الشرفا وأحد من أردفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - معه على الدابة كما بينت ذلك أيضًا في بغية الظرفاء بمعرفة الردفاء.

فائدة

قال ابن الملقن في تخريج أحاديث الشرح الكبير هذا الحديث اشتهر بقنوت الحسن واستفيد إنه روي أيضًا عن الحسين أخيه رضي الله عنهما رواه الإمام أحمد في مسنده في ترجمة الحسين فقال حدثنا يزيد أنبأنا شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن أبي يزيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قلت وهو بالحاء المهملة وسكون الواو وبالراء المهملة وبعدها مدة اسمه ربيعة بن شيبان كما قاله الحافظ عن الحسين رضي الله عنهما قال علمني كلمات أقولهن في الوتر فذكر الحديث اهـ. قوله: (علمني رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -) هكذا هو عند بعض رواته وعند بعضهم علمني جدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قوله، (اقُولهُن في الوترِ) عند أبي داود وفي رواية أخرى في قنوت الوتر. قوله: (فيمَنْ هَديْتَ) أي من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، قيل في فيه وفيما بعده بمعنى مع قال تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: ٦٩] الآية ويصح بقاؤها على حالها متعلقة بمحذوف وأوثر حذفه للمبالغة أي اجعله نصيبًا وافرًا من الاهتداء واجعلني معدودًا في جملتهم مندرجًا في زمرتهم وهكذا كما قال سليمان صلى الله على نبينا وعليه وسلم {وَأدخلني بِرَحمَتِكَ في

عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: ١٩]، ويوسف - صلى الله عليه وسلم - وألحقني بالصالحين ولم يعبرا بمن كما في قوله تعالى في حق إبراهيم على نبينا وعليه وعلى سائر النبيين الصلاة والتسليم {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [البقرة: ١٣٠] إيثارًا للتواضع والتذلل لله تعالى فشهدا تأخرهما عن الصالحين ثم سألا إن يلحقا بهم وأما الآية الأخيرة فهي إخبار من الله تعالى عن حقيقة إبراهيم فالملحظ مختلف ثم الصلاح الذي سألاه صلاح الأنبياء وهو أكمل مراتب الصلاح لا مطلق الصلاح إذ مرتبة النبوة أسنى وأشرف والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>