للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَبَارَكْتَ رَبنَا وَتَعَاليتَ". قال الترمذي: هذا حديث حسن، قال:

ــ

عند الله تعالى وعند أوليائه وما العبرة إلّا بهم ومن ثم وقع للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من الامتحان العجيب ما هو مشهور زيادة في التشريف وإعلامًا بعلو المقام المنيف.

فائدة

قال السيوطي لا خلاف بين العلماء من أهل اللغة والحديث والصرف أن يعز بكسر العين وفتح الياء قال وألفت فيه مؤلفًا سميته الثبوت في ضبط ألفاظ القنوت وقلت في آخره نظمًا:

يا قارائًا كتب التصريف كن يقظًا ... وحرر الفرق في الأفعال تحريرا

"عز" المضاعف يأتي في مضارعه ... تثليث عين بفرق جاء مشهورا

فما كقل وضد الذل مع عظم ... كذا كرمت علينا جاء مكسورا

وما كعز علينا الحال أي صعبت ... فافتح مضارعه إن كنت تحريرا

وهذه الخمسة الأفعال لازمة ... واضمم مضارع فعل ليس مقصورا

عززت زيدًا بمعنى قد غلبت كذا ... أعنته فكلا ذا جاء مأثورا

وقل إذا كنت في ذكر القنوت ولا ... يعز يا رب من عاديت مكسورا

واشكر لأهل علوم الشرع إذ شرحوا ... لك الصواب وأبدوا فيه تذكيرا

وأصلحوا لك لفظًا أنت مفتقر ... إليه في كل صبح ليس منكورا

لا تحسبن منطقًا يحكي وفلسفة ... ساوى لدى علماء الشرع قطميرا

قلت: وقد بقي عليه عز بمعنى قوي ففي بعض حواشي شرح التحفة في الكلام على نوع العزيز يقال منه عز بمعنى قوي مضارعه يعز بفتح العين اهـ. قوله: (تباركتَ) أي تعاظمت (رَبنَا وَتعَاليتَ) قال بعض مشايخنا كأن الحكمة في الإتيان بضمير الجمع هنا دون ما تقدم من قوله اهدني إلخ، لأن ذلك مقام سؤال وهو مناسب للتذلل والانكسار وهذا مقام ثناء على المولى فناسب الإتيان فيه بضمير الجمع المذكور إما إشارة إلى العجز عن قيام المرء بمفرده بأداء حق ثنائه وإما إشارة إلى أن جميع أجزائه مربوبة للباري وإما تعاظمًا بهذه الإضافة الشريفة إلى الربوبية المنيفة، وفي التحفة لابن حجر الهيثمي وزاد العلماء بعد تعاليت "ذلك الحمد على ما قضيت استغفرك وأتوب إليك" ولا بأس بهذه الزيادة بل قال جمع أنها مستحبة لورودها في رواية البيهقي اهـ. قوله: (هَذَا حدِيث حسن) إلخ قال لا نعرفه إلّا من هذا الوجه من حديث

<<  <  ج: ص:  >  >>