المرعشي رحمه الله قال: الإخلاص أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن. وروينا عن الإمام الأستاذ أبي القاسم
ــ
على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من إخلاص الصديقين اهـ، ثم إن المصنف رحمه الله عقد الترجمة في الإخلاص وأورد مقالة المحاسبي في الصدق لتقاربهما وترجم في المجموع لهما لذلك فقال فصل في الإخلاص والصدق قال بعض
العلماء الإخلاص والصدق متقاربان إلاَّ إن الإخلاص في ابتداء العمل وآخره والصدق في العمل وبعده ولذا قال الدقاق المخلص لا رياء له والصادق لا عجب له والعجب يخشى منه في العمل وبعده وفي شرح الرسالة القشيرية للشيخ زكريا قال ذو النون المصري الإخلاص لا يتم إلاَّ بالصدق فيه والصبر عليه والصدق يتم بالإخلاص فيه والمداومة عليه فبين الإخلاص والصدق تلازم فمن أخلص في مقام وصدق في سلوكه وصبر عليه حتى أحكمه نقله الله إلى ما فوقه وسئل عنهما الجنيد أهما واحد أم بينهما فرق فقال بينهما فرق الصدق أصل والإخلاص فرع والصدق أصل كل شيء والإخلاص لا يكون إلا بعد الدخول في الأعمال والأعمال لا تكون مقبولة إلا بهما اهـ، وفي حواشي شرح العقائد لابن أبي شريف الصدق استعمله السادة الصوفية بمعنى استواء السر والعلانية والظاهر والباطن بأن لا تكذب أحوال العبد أعماله ولا أعماله أحواله وجعلوا الإخلاص لازما له اعم، فقالوا كل صادق مخلص ولي كل مخلص صادقاً.
قوله:(المرعشي) قال في التبيان بفتح الميم وسكون الراء وفتح العين المهملة وبالشين المعجمة اهـ. قوله:(الأستاذ) بضم الهمزة وبالذال المعجمة في الصناعة العلمية وبالمهملة في باقي الصنائع الدنيوية. قوله:(أبي القاسم) لا يخالف إتيانه بها ما صححه فيما يأتي من حرمة التكني بذلك مطلقاً أخذاً بعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي وإن كان سبب النهي عن الإيذاء الحاصل بذلك خاصاً بحياته - صلى الله عليه وسلم - جرياً على القاعدة الأصولية إن العبرة بعموم اللفظ